حنان شومان

مسلسلات مصرى.. أم التركى

الجمعة، 17 أغسطس 2012 01:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام وأنت بخير.. فالعيد على الأبواب ينتظر رحيل الشهر الفضيل الذى يقول لنا وداعاً، وبعد أن عاشت معه مصر أحداثاً كثيرة وكبيرة، كما عاشت  أيضاً مع أحداث مسلسلات مصرية بالعشرات، بعضها شديد الجودة، وأخرى متوسطة، وبعضها غث بلا قيمة، مليارات تم إنفاقها ليتم عرضها مجتمعة فى شهر واحد فى العام، ثم تقضى محطات التليفزيون بقية العام فى إعادة عرض نفس هذه المسلسلات بالتبادل، فلا تحظى بمشاهدة تذكر، طبعا لأن الجمهور حتى لو لم يشاهدها خلال رمضان يشعر أنها مسلسلات قديمة، لأنه رأى منها ربما حلقة أو أخرى، وسمع عنها أو عرف أغلب أحداثها، وبالتالى يصبح غير شغوف بالمتابعة إلا فيما ندر، إذن ينفق منتجو الدراما مليارات لتقسم عليها كعكة الإعلانات المحددة بشهر واحد طوال العام، بينما يتركون بقية الكعكة طوال العام تذهب إلى جيوب مستوردى الدراما التركية، أى عبقرى هذا الذى يتصور أن شهرا واحدا مهما كثرت إعلاناته، كفيل بأن يعوض إعلانات 11 شهرا وإن كانت الحجة أن الناس لا تتابع الدراما إلا فى رمضان، فهم واهمون، لأن نسب مشاهدة المسلسلات التركية واللبنانية والمكسيكية طوال العام تؤكد كذب وبلاهة هذا الكلام، عشرات الأسباب يجب أن توقف هذا الهزل والإهدار لجزء من طاقة مصر ولكن دون فائدة، فكأنك حين تقول ذلك تؤذن فى مالطة، وكأن صناع الدراما المصرية مصرون على أن يحيوا شهرا واحدا ليموتوا بقية العام.

وعود على بدء.. فإن مستوى مسلسلات رمضان هذا العام بالتأكيد أغلبها أفضل حالا من سنين سابقة، من حيث مستوى التقنيات كصورة وإضاءة وديكور وتنوع فى أماكن التصوير، وإخراج وعناصر بشرية فى التمثيل سواء فى البطولة أو الأدوار الثانية، وحتى من هم أقل، ولكن تظل أضعف حلقات الأعمال الفنية الدرامية بشكل عام فى السيناريو، لأن كتاب السيناريو وبالتحديد فى حالة الدراما التليفزيونية لابد أن يحصلوا على وقت كاف للكتابة، وهو ما لا يحدث لأن الأعمال تكتب على عجل لرمضان، فهناك كاتبان مثلا لهما عملان يعرضان، وهما أحمد عبدالفتاح، وبلال فضل، والسؤال كيف يستطيع كاتب أن ينجز عملين كل منهما 30 حلقة ومئات الشخصيات والأحداث وفى وقت محدد، دون أن يضطر للتجاوز عن الجودة ,ولكن دعنا من عموم الكلام .. ولنتكلم عن الفائزين والخاسرين فى هذا السباق.

أما الفائزون فهم كثر، فأظن أن مسلسل طرف ثالث، وشربات لوز، ومع سبق الإصرار، وفرقة ناجى عطاالله، وخرم إبرة، من المسلسلات التى فاز أغلب صناعها إخراجاً وتصويراً وتمثيلًا وسيناريو، ولكن يظل الخواجة عبدالقادر هو درة هذه المسلسلات كتابة وإخراجاً وأداءً من يحيى الفخرانى، والمخرج لأول مرة شادى الفخرانى، والكاتب عبدالرحيم كمال، وحتى حين يشوبها بعض البطء، تجد أنها تمنحك كمشاهد هدوء حالة الصوفية، وجمال روح التدين، وصورته التى تدفعك للتأمل، وهو ما يحتاج لبعض البطء. الخواجة عبدالقادر مسلسل دينى من الطراز الرفيع، ولكنهم قتلوه بعرضه فى هوجة السمنة وإعلانات التسول، فأفسدوا علينا مشاهدته وهو يستحق إن فاتك وزاحمته الدراما التركية بعد العيد أن تقول مسلسلات مصرى.. أم التركى ولو قليلاً.

يسرا،غادة عبدالرازق، عادل إمام، عمرو سعد، الفخرانى، وغيرهم من أبطال المسلسلات بالتأكيد كلهم فائزون، ولكن يظهر محمود عبدالعزيز بعد غياب ليعلن أنه ممثل لايفتقد اللياقة والجذب والتميز، حتى لو كان فى إطار سيناريو مرتبك وفكرة غير متكاملة، فالرجل ساحر الأداء برغم الغياب، وإذا كان كل من سبق ذكر أسمائهم نجوما كبارا متوقعا منهم النجاح والجودة، فإن هذا العام كان كريما ليس بمنطق بيبسى، ولكن بمعيار الوجوه الواعدة الصغيرة الجديدة، ومنهم أمينة خليل فى شربات لوز، وطرف ثالث، وريهام حجاب، إنجى المقدم، نجلاء بدر، ودينا الشربينى زوجة الرايق فى طرف ثالث، تذكروا اسمها فلو أنها تملك الذكاء والحظ، فإنها ستكون نجمة، صبا مبارك رغم أنها ممثلة محترفة،  شربات لوز، وحكايات بنات، قدماها فى ثوب جديد، فكأنها وجه جديد. عشرات من الشباب والشابات ظهروا وتألقوا فى رمضان، يقولون لنا إن مصر ولادة فى المواهب الفنية عقبال الباقى!

محمود الجندى وسوسن بدر ظواهر تمثيلية.. فمهما رأيتهما من مسلسل لآخر لا تمل منهما لقدرتهما على التنوع فى الأداء.

وكما الفائزون فالخاسرون كثر، ولكن دعنا لا نسميهم، فأنا وأنت وغيرنا نعرفهم، ولكن دعونا نلتزم بعنوان المقال «مسلسلات مصرى..أم التركى» ولذا لا داعى للنكد فكل عام وأنتم ومصر بخير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة