الإنجازات الحقيقية للرئيس محمد مرسى يشعر بها ويتحدث عنها المواطن العادى الذى يمتلك وحده أن يعطيها المصداقية، ومهما ألحت وسائل الإعلام وأدوات السياسية فى صنع صور تزين سياسات الرئيس من خلال القرارات الصادرة عنه، فلن تأتى بثمارها، طالما أن عامة الشعب لا يشعرون بالمصلحة التى تعود إليهم من هذه السياسات وتلك القرارات.
أقول ذلك بمناسبة ما قيل عن كشف حساب الرئيس محمد مرسى عن أول 30 يوما فى الرئاسة، والذى أصدرته مؤسسة الرئاسة أول أمس، واعتبرته: «بمثابة تقرير شهرى»، وأنه «عن نشاط الرئيس خلال الشهر الأول»، ويأتى فى إطار وعود الرئيس للشعب المصرى بالعمل الجاد لتحقيق آماله وطموحات.
التقرير وكما نقلته وسائل الإعلام، هو أقرب للسجل اليومى عن تحركات الرئيس، حيث يشمل حصر لقاءاته بالمسؤولين المحليين وقيادات سياسية حزبية وسياسية وعلمية مثل لقائه بالدكتور أحمد زويل، ولقاءاته بـ19 من الشخصيات العالمية، وزيارات الرئيس إلى إثيوبيا والسعودية.
من يقرأ التقرير سيتساءل: ما الفائدة الأصيلة التى ستأتى من صدوره؟ فإذا كان تقليدا جديدا يعمل على التذكير بتحركات الرئيس عبر سجل يومى، فاللجوء إلى الانترنت بنقرة واحدة على موقع «جوجل» وكتابة اسم الرئيس محمد مرسى، سيحقق الغرض، أما إذا كان الغرض من التقرير هو إعطاء دليل على أن هناك إنجازات حقيقية على الأرض، فهذا يستحق وقفة، فالمواطن لن يسعده كثيرا أن يعلم من التقرير أن الرئيس عقد اجتماعا مع رئيس دولة، أو مسؤول محلى دون أن يشعر أن هناك فائدة حقيقية عادت إليه، وسيشعر بأن هناك من يعامله بنفس طريقة النظام السابق، حين يذكره التقرير بأن الرئيس أعطى تكليفات لوزارة الرى بإزالة التعديات على النيل، فى حين أنه لم يحدث أى تنفيذ لهذا التكليف، ونفس الأمر مع وزارة الزراعة التى كلفها الرئيس بإزالة التعديات على الأراضى الزراعية، فى حين أن التعديات فى تزايد.. الكم يصارع الكيف فى هذا التقرير، فعداد اللقاءات والتحركات والقرارات يسجل أرقاما، لكن انعكاس ذلك على المواطن العادى هو الذى يجب القياس عليه، ولأن حال المواطن كما هو، فالأفضل لمؤسسة الرئاسة ألا تصدر مثل هذا التقرير ثانية الذى يسير على قاعدة «العداد بيعد».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة