يحتاج الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، إلى قراءة التاريخ، كما يحتاج إلى عملية ضبط حماس و«فلترة» لكلماته فى بعض خطبه التى يفاجئنا فيها بآراء غريبة، كتلك التى ذكرها أول أمس فى خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم عن قرارات الرئيس محمد مرسى.
قال الشيخ مظهر: «قرارات الدكتور محمد مرسى الأخيرة لا تقل عن قرارات تأميم قناة السويس وحرب أكتوبر»، وهنا تبدو النصيحة واجبة لـ«الشيخ» بأن يعود إلى كتب التاريخ حتى يعرف الحقيقة الكاملة لقرار التأميم الذى اتخذه جمال عبدالناصر عام 1956، وقرار حرب أكتوبر عام 1973 الذى قاده الرئيس الراحل أنور السادات.
أعاد قرار تأميم قناة السويس «القناة» إلى مصر بعد أن كانت فى حوزة الاستعمار البريطانى، وامتدت نتائج القرار إلى العالم أجمع وأدى إلى كتابة جديدة للخريطة السياسية الدولية، وأسقط حكومات فى بريطانيا وفرنسا، وأدى إلى غروب الشمس عن الإمبراطورية البريطانية التى ظلت لقرون لا تغيب عنها بفضل احتلالها لما يقرب من نصف الكرة الأرضية.
كان قرار تأميم قناة السويس زلزالا عالميا، ونموذجا فى الإرادة الوطنية المصرية، وتصميما على أن تخرج مصر من أسر الهيمنة الأجنبية إلى الاستقلال الوطنى الذى ناضلت من أجله أجيال سابقة.
أما حرب أكتوبر عام 1973 فأعادت الاعتبار للعسكرية المصرية، بانتصار جيش مصر العظيم على إسرائيل بعد نكسة 5 يونية عام 1967، وكانت هذه الحرب نموذجا للوطنية المصرية، ونموذجا فى وحدة القرار القومى العربى، حيث تم استخدام سلاح البترول العربى فى مواجهة الدول الغربية التى تساند إسرائيل.
القراءة الصحيحة لتاريخ مصر ومعرفة كل الجوانب التى أحاطت بقرارى تأميم قناة السويس وحرب أكتوبر، تدفعنا إلى القول بأنه كيف لعاقل أن يساوى بين القرارين، وبين قرار الرئيس محمد مرسى الأخير بتغيير القيادات العسكرية؟، فما بالنا والشيخ مظهر، يرفع ما فعله مرسى إلى مرتبة أعلى.
من يفعل ذلك إما أنه لا يعرف شيئا عن تاريخ مصر العريق، وإما أنه دخل فى نوبة حماس فأطلق العنان لخياله، وإما أنه يدرى ما يذكره لكنه يفعله لانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الرئيس مرسى، فأى حال من هذه الحالات الثلاث تنطبق على الشيخ مظهر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة