سامح جويدة

صديق فى السلطة.. صديق فقدته

الإثنين، 20 أغسطس 2012 05:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندى أمل كبير فى "بكرة" رغم أن تجربتى تؤكد أن بكرة دائما ما يأتى أنيل من النهاردة وبلا أسباب واضحة.. ولكن كيف لنا أن نعيش بلا أمل وهو النفس الوحيد لاستمرار الحياة..

فإذا قدر لك أن تعيش غدا فلا مفر من أن تنتظر الأفضل.. خاصة لو كنت مصريا.. تمسك بالأمل حتى آخر نفس وقاوم لنهاية اللحظة حتى لو حاصروك البلطجية، فهاجمهم وأنت مبتسم واتقطع وإنت متفائل واحتضن قنبلة "المولوتوف" وأنت على يقين بأن بكرة أحلى من "النهاردة" ومصر اليوم فى عيد وحضرتك الألعاب النارية..

حاول أن تقاوم التشاؤم والخوف بأى طريقة حتى لو بدوت سخيفا، اضحك حتى تضحك لك الدنيا أو تضحك عليك ستكتشف فى النهاية أن الاثنين واحد.. وللحكيم مارتن لوثر كلمة خالدة "إذا ما علمت أن نهاية العالم ستكون غداً فإن هذا لن يثنينى عن زراعة شجرة التفاح"، ولصعوبة الحصول على شجر التفاح الآن.

أقترح أن تزرع بعض نباتات الظل فهى الأقدر على الحياة فى الظلام، فلقد خرجنا من سجون الوطنى لندخل إلى معتقلات الإخوان بدلنا تسلط وفساد النظام السابق بسيطرة ونهم النظام الحالى، ولكن أبناء مبارك كانوا محترفين ولهم ألعاب بهلوانية، بينما أبناء اليوم هواة توقفوا عند الأقنعة الدينية وفشلوا حتى فى تنظيف الشوارع أو فى إنارة البيوت أو توفير الماء للوضوء.. لذلك أصبح التيمم هو الاختيار الوحيد رغم أن التراب تدنسه الأقدام فجاء كل المسؤولين إما منهم أو من تراب النظام السابق لم نجد الشباب ولا العلماء ولا حتى شربة ماء.. وكأن كل ما اتفقنا عليه قبل الوصول إلى السلطة أصبح علينا بعد الوصول إليها.. فهل العيب فيهم أم فينا أم فى الزمن؟

وإلى متى سنظل متفائلين طامحين بأن الناس الـ"فوق" سوف تشعر فى يوم من الأيام بالناس الـ"تحت".. وكيف لنا أن نصدق بعد ثورة عظيمة أن نعيش فى نقمة كئيبة فيهدد المتظاهرون بإقامة الحد عليهم كأنهم كفرة، ويتحسر كتاب عظام ومبدعون محترمون من أمثال يوسف القعيد أو إبراهيم عبدالمجيد على منع مقالاتهم ويرتعش الإعلاميون من البطش بهم بالقانون تارة وبالبلطجة تارة أخرى. فهل نشاهد الجزء الثانى من مبارك 2005 أم أن الفلول لبست ذقونا.. فأى نهضة تلك التى تأتى بهذه "الخضة" الإعلامية و"الضلمة" الخدمية و"الفجعة" السلطوية.. أم هى كما قالها المؤرخ الأمريكى هنرى أدامز "صديق فى السلطة صديق فقدته".. أم أنه لم يكن صديقا من البداية بل كان يتربص بنا حتى نقع فى الفخ ونتوه بين شباكه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة