سعيد الشحات

عمر بن الخطاب«2»

الأربعاء، 22 أغسطس 2012 07:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان عمر يعرف أحوال الرعية من السير بينهم، والاستماع مباشرة إلى شكاوى الناس وأنينهم، كان يحاورهم ويسألهم دون أن يعرفوا حقيقة شخصيته، لم ينزل بالعقاب لشاكٍ، ولم يتبرم من نقد عنيف له يطلقه رجل أو تذكرة سيدة، هو الحاكم النموذج الذى بفضله تتقدم البلاد ويرتقى العباد.

جاء مسلسل عمر فى وقت تتصلب فيه عقول مسلمة وتنغلق قلوب فيما يتعلق مثلا بالعلاقة مع المسيحيين، وبينما يطلق متشددون آراء متخلفة فى هذا المجال تؤدى إلى توتر أجواء العلاقات نتأكد حين نشاهد المسلسل أن الفهم الصحيح للإسلام وما فعله عمر رضى الله عنه هو بعيد كل البعد عما يفعله ويقوله هؤلاء فى هذه القضية تحديدا.

كان عمر يسير بين الرعية لتفقد أحوالها، وإذا بامرأة توقفه وتشكو له من دين عليها اقترضته للضرورة، وحل موعد السداد لكنها لا تستطيع، وتطلب سداده من بيت المال، فوافق عمر، لكنه شاهد الصليب يتدلى على صدرها، فسألها، لماذا لا تدخل دين الإسلام، فأجابت أنها تخشى لو فعلت ذلك فى سنها المتقدمة أن يفسر على أنه نفاق منها، ولما انصرفت السيدة، ظل عمر متأثرا إلى حد البكاء وناقما على نفسه من سؤاله للسيدة عن لماذا لا تدخل الإسلام، وأشار إلى أنه يخشى ربه من أن تكون السيدة قد فهمت أنه يساومها على دخول الإسلام، وهو لا يقصد ذلك على الإطلاق، عملا بقول الله سبحانه تعالى: «لا إكراه فى الدين».

جاء المسلسل بمشهد شكوى لعمر من غلاء المهور، فخطب فى المصلين بعد الصلاة، طالبا منهم ألا يزيد المهر عن 400 دينار وما يزيد على ذلك يرد إلى بيت المال، فردت عليه امرأة بأن ما يقوله خطأ، لأن هذا من حق المرأة التى تتزوج ولا يجوز أن تتنازل عنه بالأمر، فوافقها عمر على ما تقوله قائلا: «أصابت امرأة وأخطأ رجل»، كان المشهد معبرا عن تقدير الإسلام للمرأة وقيمتها العظيمة فيه، فهاهو أمير المؤمنين يناقشها علانية وأمام المصلين من الرجال والنساء الذين يفصلهم ساتر عبارة عن أعواد خشبية ليس أكثر، ولم يستكبر أمير المؤمنين فى اعترافه بخطئه والانتصار لرأى امرأة ناقشت بالحجة الصحيحة.

تحية للمسلسل الذى أفاد، ولم يؤد ظهوره إلى الإضرار بسيرة العظيم عمر بن الخطاب أمير المؤمنين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة