«تفهم فى السياسة يا مزيكا».. يرد مزيكا: «عيب ده أنا الشعب؟!»
جملة عبقرية بقدر ما هى كوميدية قالها النجم جورج سيدهم فى مسرحية المتزوجون للفنان الراحل أحد نجوم الكوميديا نجاح الموجى رحمه الله.. طبقاً لسياق المسرحية كان سيدهم مهندساً، لكنه يعمل فى المجارى، والموجى «صبى جزار».. والحوار عن حق المواطن فى المحروسة.. برضه!!
المهم أن «مزيكا».. الموجى، أضاف عندما طلب منه سيدهم تعريفاً عن السياسة قائلاً: السياسة أنك «تسايس» الزبون.. والمسايسة معروف طبقاً فى الفلكلور المصرى أنها «المدادية» واضح طبعاً؟!
المهم تانى برضه، أن السياسة فى مصر ستظل جائرة، رغم أن المواطن المصرى مهضوم الحقوق فى كل شىء.. حتى عندما قام بثورة بعد طول خنوع وسكوت.. اكتشف أنها ثورة «منظورة».. مضروبة عين ولا مؤاخذة.. وربنا يكفيكم.. ويكفينا شر العين!
المهم جداً.. جداً.. أن اليوم 24 أغسطس تصادف أن يحمل دعوتين فى نفس الوقت، الأولى من جموع تطلب من الرئيس مرسى أن يبتعد باعتباره رئيساً لكل المصريين عما يسمى بـ«أخونة» الدولة، يعنى سيطرة «الإخوان» على مرافقها ومفاصلها، بالطبع هذه المطالبة مستحقة جداً وينادى بها كل مواطن يزعم أنه يحب هذا البلد، ويرد له بعد ثورة 25 يناير التى دفع ثمن نجاحها فى خلع النظام المتوحش البائد شباب هم بالفعل «ورد الجناين».
لكن هناك أيضاً من دعا إلى حرق مقار الإخوان، والانتقام منهم على طريقة الحزن الوطنى، وهى دعاوى «فلولية».. من أصحاب المصالح التى ضاعت بسقوط نظام مبارك!
لكن يجب أن نقر جميعاً أن الحالة الوحيدة التى يمكن أن تقول فيها: «يا عزيزى كلنا فلول».. هى حالة المطالبة بإبعاد مكتب الإرشاد عن إدارة مصر، والسيطرة عليها، وحرق نواميس حرية الإبداع، والليبرالية، أما «الحرق، والنهب، والدمار»، فأصبحت هكذا دعوات وأصحابها معروفين ولا يمكن أبداً مناقشة منهجهم، مهما تخفى وراء حجب من ديمقراطية الشكل أو قميص الديمقراطية الذى ألبسوه دعوتهم!!
ميدان الحرية بالقاهرة «التحرير سابقاً» وميادين الحرية فى المحافظات شهدت فجر ثورة 25 يناير.. وإطلالة صباحها.. ويا أهلاً إذا ظلت هذه الميادين مرتعاً للثوار الحق.. طبقاً لوصف الإمام الراحل محمد متولى الشعراوى فقط.
إذا خرج الشعب أو بعض الشعب أو جزء من الشعب، أو فصيل من الشعب، أو نفر غير قليل.. أو غير كثير من الشعب لضرب بروجى إيقاظ للرئيس محمد مرسى، حتى يوقن أنه رئيس لكل المصريين، وألا يعيد المحروسة للخلف، وأن يضع النموذج التركى لوصول حزب إسلامى للحكم نصب أعين الحاكم فبالفعل مرحبا.. ومرحباً بالخروج إلى ميادين الحرية.. والتحرير، لكن مرة أخرى.. ما عدا ذلك هو الممنوع فعلاً، وبكل صرامة.
علشان كده يا حضرات يجب أن يعى الجميع أن هذا الشعب يتحرك حين يدرك حجم الخطر وحين يشعر بالضجر، لذا فالأمل قائم فى معارضة لها شكل وطن جديد نحتاجه، تسأل.. وتطلب.. والنظام يرد، ويوضح، لأننا نحتاج أن نمرر لبعضنا البعض جملة «لحظة من فضلك».. إلى أن نرى إلى أين يقود الرئيس مرسى سيارة مصر وحده.. فكان هذا طلبه، قبل إقالة المشير؟!
لكن لا نريد أن تصبح جملة «إدينى عقلك» هى الحاكمة، لأنها بالفعل ستشعل رغبة المصريين فى تغيير.. التغيير، لأنه من غير المقبول أن يصبح الإقصاء والاستحواذ هما جناحا النظام، لأنهما ببساطة سيجعلانها يطير بعيداً عن الحكم.. ومين عارف، ربما نعيش اللحظة المنتظرة لنرى رئيساً لكل المصريين.. آمين.
عزيزى القارئ.. عضو الجمعية العمومية لمصر.. يعنى المواطن، لا أدرى ما هو تصنيف هذه الصدفة، فى أن تأتى مطالبة «شعب الزمالك».. جماهيره يعنى بإبعاد مجلس عباس، أو إسقاط نظام عباس، أو خلع الرئيس عباس مواكبة ليوم 24 أغسطس كما ترون؟!
لكن إذا أدركنا أن الزمالك النادى.. وميت عقبة المنطقة التى يقع فيها هذا الصرح الكبير، يشبهان المحروسة «طبق الأصل»، لأ يشبهان ده إيه.. دى هى مصر بكل تأكيد؟!
ميت عقبة «الحتة المصرية» الشعبية الطيبة، يخرج منها هذا النادى الذى تموله بالمال والبشر والعقول هذه المنطقة ليصبح متصدراً.. وكأنه الدولة المصرية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.. مثلاً.. مثلاً!
يعنى الشعب يدفع ثمن وجود الحاكم رئيس النادى والحكومة مجلس الإدارة.. وبالتأكيد للحكم وجاهة.. وللسلطة أبعاد شخصية كأن تتصدر المشهد، ويصبح الهتاف لك.. هذا إذا لم يصبح الدعاء عليك؟!
المدهش أن يثور الشعب الأبيض جماهير الزمالك.. ويطالب بكشف الفساد.. وتصحيح المسيرة!
الأكثر إبهاراً، أن يتقدم بعض أعضاء المجلس الأبيض باستقالات بدأتها روكسان حلمى.. وحتى كتابة هذه السطور، المفروض أن حازم إمام والجناينى استقالتهما فى الطريق!
فهل يفهم الرئيس عباس الرسالة.. ويعى أن الثورة البيضاء بدأت، وكعادة الثورات فى العامين الماضيين فالحاكم راحل لا محالة، وأن يعطى الرئيس عباس فرصة للشعب الزملكاوى لتجربة جديدة، وديمقراطية جديدة، وربما روح جديدة، بعيداً عن نظرية اللى يدفع هو اللى يقرر؟!
هل يفهم مجلس عباس حكومة الزمالك الرسالة.. أو يتجاهلون الصخب الشعبى؟!
يا سادة نحن الشعب كما قال مزيكا بنفهم فى السياسة.. لكن اسمحوا لى بإضافة هى: بـ«نسايس.. الرئيس.. وفى مصر الجديدة لن نخاف.. من التدليس».
الخلاصة.. أن لدى الرئيس مرسى فرصة عظيمة للفوز بثقة كل المصريين.. وأن يصبح فى كتاب التاريخ، أول رئيس مصرى مدنى بإجماع شعبى، وليس حزبى!
أما الرئيس عباس.. فيجب أن يعود للتاريخ.. والباب اللى جاى عليه منه الريح.. يخرج منه ويروح يستريح.. ويترك الكرسى، فربما تحدث انفراجة بيضاء، يصبح له فيها دور، ولو بالانصياع لرغبة الناس فى رحيله.. ودمتم!!