إبراهيم عبد المجيد

حتى لا يكفر الناس!!

السبت، 25 أغسطس 2012 04:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت هنا مرة أن الإساءة الكبيرة للدكتور محمد مرسى ستكون من بعض الجهلاء الذين سيتصورون أنه وقد وصل إلى الحكم فيحق لهم أن يكونوا هم أيضا حكاما لأنهم كما يتصورون هم وحدهم المسلمون. وقد ينجرفون إلى ما يتصورون أنه شرع الله ويجعلون من أنفسهم أداة لتنفيذ ما يرونه من أحكام على غيرهم. وضربت مثلا بما جرى فى السويس من قتل لطالب الهندسة على يد ثلاثة متطرفين إسلاميين رأوا أنهم الأولى بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. والذى حدث أنه وقد قوبلت الحادثة البشعة بما تستحقه من الجهات الأمنية والنيابة لم يتكرر الأمر رغم محاولة وزير الداخلية السابق تهوينه. الذى حدث أن مثل هذه الحادثة لم تتكرر. لكن هناك نوعا آخر من الإسلاميين لن يرتاحوا إلا إذا فعلوا ما يريدون بخصومهم أو المختلفين معهم فى الرأى. ومن هؤلاء للأسف شيوخ مشهورون ارتفعت أصواتهم فى المساجد وغيرها تكفر كل من يعترض على سياسة الرئيس رغم أن الرئيس نفسه لم يتول الحكم إلا بالمعارضة وبعد ثورة كبيرة على النظام السابق. من قبل كان النظام السابق يواجه خصومه بأنه وحده الذى يعرف ما يريده الشعب وأن ظروف الدولة المالية وراء تأخره فى كثير من الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى وكل الدنيا كانت تعرف أنه -النظام القديم نفسه- هو الذى وراء التعثر الاقتصادى لأنه فتح الأبواب واسعة للنهب وشارك رئيسه وأسرته والمقربين منه فى هذا النهب حتى تم تجريف البلاد من كل خير.. كان النظام السابق يقول إنه يريد الإصلاح ولا يستطيع بالسرعة المطلوبة.. بعد انتخاب الرئيس محمد مرسى انتظرنا خطوات أسرع فى الإصلاح.. ولن ألوم السيد الرئيس على أى تأخر -الآن- لأنه فى النهاية لم يمض وقت كبير فضلا عن بعض القرارات التى أخذها تجعلنا نشجعه على غيرها، وأن يتخلى عما يمكن أن يراه سلما فى الصراع مع النظام السابق أو وسطية الإخوان المسلمين. سأنحى الرئيس جانبا الآن وأتحدث عن هؤلاء المشايخ والأئمة الذين لم يعد لهم من عمل إلا الربط بين الدكتور مرسى وأعماله من ناحية وبين الذات الإلهية. السيد المرشد العام يقول إن إنتاج القمح تضاعف ست مرات هذا العام لأن الشعب المصرى عرف الله.. ولا يقول إن القمح تضاعف لأن الثورة جعلت كل حكومة بعدها فى حل من أى اتفاق مكتوب أو غير مكتوب مع الولايات المتحدة تحدد فيه إنتاج القمح بحيث يظل قليلا وينفتح الباب للاستيراد، ومن ثم زادت الرقعة المزروعة من القمح وأقبل الفلاح على زراعته. ثم هل كنا فعلا لا نعرف الله من قبل؟. الشيخ المحلاوى فى الإسكندرية يعلق على انقطاع الكهرباء بأن هذا جهاد فى سبيل الله وخاصة فى رمضان وهكذا يحث الناس على الصبر.. ولا أعرف معنى أن يكون لدينا وزارة لكهرباء ورئيس وزارة ولا يكون لدينا كهرباء كافية إلا أن هذا يعكس إهمالا فى إنتاج الكهرباء وخاصة فى الصيف، ومن ثم فالأمر ليس جهادا ولكنه تعذيب من حكومة المفترض أنها جاءت بعد ثورة لتريح الشعب خاصة أن كل وزير يتقاضى راتبه وزيادة.. الأخطر من ذلك فتوى الشيخ الأزهرى الذى قال بقتل المتظاهرين الذين أزمعوا على الخروج فى مظاهرة ضد مرسى وعضد فتواه شيوخ آخرين مثل وجدى غنيم.. وما دام الشيوخ الكبار قالوا ذلك فماذا نتوقع من الصغار الذين مسحت عقولهم؟ وما دام الشيوخ الكبار قالوا ذلك فلا مانع من ظهور محافظ ليقول إن مشروع النهضة منصوص عليه فى القرآن الكريم.. للأسف لا يوجد قانون لمحاسبة المنافقين.. وطبعا لا يمكن أن يوجد قانون بذلك. وهكذا نحن الآن وسط جوقة من المطبلاتية على استعداد لإعادة تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية بحيث يكون التأييد للدكتور مرسى منزلا من السماء. يمكن أن نقول إن هذا تزيّد لا معنى له أو قصور فى الفهم رغم أنه مقصود لتغييب عقول الناس عن الحقيقة، لكن ماذا يمكن أن نقول إذا نظرنا إلى الصحف القومية وكيف تخلصت من كل من يمكن أن يشتم من كتاباته أن له رأيا سياسيا مخالفا للحرية والعدالة.. ما حدث ويحدث فى الصحف ليس صدفة.. فرؤساء التحرير الذين يفعلون ذلك هم من اختيار الحرية والعدالة وبعضهم ميوله الإخوانية قديمة فهو إذن يشترك باتفاق مع مجلس الشورى أو بغير اتفاق فى الإساءة للسيد الرئيس لأنهم وهم يتصورون أنهم يقومون بتجريف الصحف من الرأى الآخر لا يدركون أن ذلك كان أحد الأسباب الكبرى للثورة على النظام السابق، وسيكون أحد الأسباب الكبرى للثورة على الدكتور مرسى رئيسا.. الدكتور محمد مرسى لم يعلق ولم يشغل نفسه بالتعليق على الهراء فى الفتاوى أو تفسير وجوده كرئيس وسوء الظن يجعلنا نقول إنه راض بذلك وراض على ذلك، لكنى لا أعتقد، وربما يعتبرنى البعض ساذجا لكن لقد رأينا من الرجل قرارات جيدة رغم أنها لم تكتمل.. أو لا تشفى غليل الثوار الذين انتخبوه أو لم ينتخبوه. وهنا لابد من وقفة للدكتور مرسى مع مريديه أو رجال الحرية والعدالة. هل من الصعب أن يقول إنه ليس راضيا بهذا الكم من النفاق ولا سعيدا بكل هذا الهراء.. ليس صعبا.. إذن هل يريد الدكتور مرسى أن يقوم مريدوه بتجريف البلاد من الرأى الآخر.. الثورة ليست بعيدة. وعام ونصف وعامان وثلاثة وأكثر لا تجعل أحدا ينسى الثورة وشعاراتها. على الدكتور مرسى أن يقول لنا رأيه فى هذا كله أو يكف هؤلاء الذين يعتبرون له مقاما قرآنيا، ويقول لهم إنه ليس إلا شخصا يمشى فى الطرقات وكانت أمه تذهب إلى الأسواق!. ابتعدوا عن القرآن والسنة فى تأييد الرئيس حتى لا يكفر الناس.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة