عادل السنهورى

حرية الرأى وزمن الإخوان

السبت، 25 أغسطس 2012 07:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تنال حرية الرأى والتعبير فى «زمن الإخوان» جزاء سنمار؟
الصحافة وبعض وسائل الإعلام الأخرى فى زمن مبارك هى التى دافعت عن الإخوان واعتبرتهم فصيلا وطنيا له الحق فى التواجد والمشاركة السياسية والحق فى تشكيل الأحزاب، واستنكرت التعامل الأمنى من نظام مبارك ضد قيادات وكوادر الإخوان، واستضافت رموز الجماعة عبر صفحاتها للتعبير عن آرائهم وممارسة حقهم فى حرية الرأى.

الصحافة هى التى قدمت الإخوان للمجتمع وصنعت من قياداتها التى تشن هجوما على حرية الرأى وتقاضى الصحفيين نجوما إعلامية وسياسية فى زمن مبارك واستبداد نظامه ودفعت ثمنا بسبب مواقفها وتعاطفها مع الإخوان.

فهل جزاؤها الآن مثل جزاء سنمار المهندس الذى بنى للملك النعمان قصراً ليس كمثله قصر، يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس، فأراد ألا يبنى قصرا مشابها لأحد بعد ذلك أبدا فألقاه من أعلى القصر فمات.

ما تتعرض له حرية الرأى والإبداع من ملاحقة ومصادرة وتضييق وتهديد وتخويف فى بداية عهد الإخوان هى أسوأ من نهاية عهد مبارك الذى دقت الصحافة فى منتصف التسعينيات المسمار الأول فى نعش نظامه، وكان الصدام مع الصحافة بشأن قوانين الحبس فى قضايا النشر هى إرهاصة التغيير الأولى فى مصر قبل ظهور حركات الرفض السياسى مثل كفاية و6 إبريل، وفى ظل الأزمة فى عام 95 هتف الصحفيون لأول مرة فى حديقة النقابة الهتاف الذى صدم النظام وأزعجه وأغضبه غضبا شديدا.. «يسقط يسقط حسنى مبارك». ولم يستطع مبارك ونظامه أن يكسر شوكة الصحفيين، بل كان انتصار الجماعة الصحفية فى معركة الحريات هى إنذار شديد اللهجة والشرارة الأولى لتراكم الرفض والنضال ضد فساد نظام مبارك واستبداده من أجل التغيير بعد ذلك وباتت النقابة هى قبلة المظلومين والرافضين لسياسات مبارك.

هذا الدرس يجب على الإخوان أن يتعلموه، فحرية الرأى والتعبير وحرية الإبداع ليست هى «الحيطة المايلة» والطريق السهل الذى اختاروه فى التمكين والأخونة، بل هى كرة نار تشتعل فى وجه كل من يقترب منها.

لن نقبل أن تستمر ترسانة قوانين وتشريعات مبارك هى التى يحكمنا بها رئيس منتخب وننتظر منه المنحة والهبة على طريقة «الوعد الرئاسى». أيها الإخوان إياكم وغضبة الصحفيين والمثقفين والمبدعين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة