أحسن الرئيس مرسى صنعا بإلغاء الحبس الاحتياطى للصحفيين فى جميع الجرائم التى ترتكبها الصحف، فمصر تعيش عهدًا جديدًا من الحرية يستدعى إلغاء وتعطيل جميع القوانين المقيّدة للحريات، لكن فى ذات الوقت لابد لنا جميعًا أن نتحمل المسؤوليّة كاملة تجاه هذا الوطن، فيكون الإعلام أداة بناء للوطن وليس معولَ هدم، وتكون الصحافة رسالة أمل وليس رسالة إحباط.
فرق كبير بين حرية الرأى والتطاول والسبّ والقذف، فرق بين النقد وتجريح الأعراض، فرق بين المعارضة وتهديد أمن الوطن، ولذلك أنا أقول لزملائى فى بلاط صاحبة الجلالة «قولوا الحق يرحمكم الله».
بنا أو بغيرنا سوف تكتمل الثورة المصريّة لأنها صنيعة ربانيّة خالصة ومهما فعل الفلول من ثورة مضادّة، ومهما أوتى المتربصون من قوة لنشر الفوضى وإغراق البلاد فى خصومات ومعارك فإنهم لن يفلحوا فى عرقلة الثورة لأن الثورة ليست ملكا للإخوان أو الإسلاميين، إنما هى ملك لكل الشعب المصرى بجميع طوائفه ومكوناته، هذا الشعب الذى ناضل من أجل نَيل حريته وكرامته واستطاع أن يزيل أكبر طاغية فى العالم العربى قادر بإذن الله على استكمال ثورته.
أما أولئك الذين كفروا بالديمقراطيّة لمجرد أنها حملت الإخوان لسدة الحكم فقد انكشفت عوراتهم وخاب مسعاهم فى نشر الفوضى أو النّيل من الرئيس المنتخب، لقد عزّ على هؤلاء أن يسود الأمن والاستقرار ربوع البلاد فراحوا يتفننون فى خلط الأوراق وتفزيع الناس من الإخوان، وهى فزاعات خائبة، فالإخوان فصيل وطنى لم يهبط من السماء، بل ناضل وكافح من أجل هذا الوطن، وقدَّم الشهداء والدماء طوال ثمانين عامًا، وهذا ليس حال الإخوان فقط بل حال معظم فصائل التيار الإسلامى الذى كان رأس الحربة ضدّ أنظمة الاستبداد والطغيان.
نحن نريد استكمال الثورة بتطهير مؤسّسات الدولة والوزارات من الثعابين والحيات التى نشرت الفساد والانحطاط طوال سنوات حكم مبارك، نريد أن نقلع جذور الاستبداد ليتعافى الوطن من الطغيان، ولا يكون ذلك إلا بتكاتف الجهود وتعاون جميع أبناء مصر والمشاركة فى صنع مستقبل البلاد، وهو شرف يسعى له كل وطنى يحب مصر.