عادل السنهورى

عقدة إيران

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الولايات المتحدة الأمريكية لا تغضب من العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية بين دول مجلس التعاون وإيران برغم علاقات الجوار واحتلال الجمهورية الإسلامية لجزر الإمارات الثلاث، والقلق الخليجى الدائم من النفوذ الإيرانى. ولا تنزعج من الزيارات المستمرة بين الجانبين والتى كان آخرها دعوة المملكة العربية السعودية للرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامى فى مكة منذ نحو أسبوعين.

دول الخليج أيضا رغم كل تحفظاتها وتشددها أحيانا فى مواقفها تجاه إيران، لم تسع للتصعيد فى العلاقات وتوتيرها، أو قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، على سبيل المثال، ومن واقع الأرقام والإحصائيات الرسمية، فإن حجم المبادلات التجارية بين إيران والإمارات يتجاوز ما قيمته 13 مليارا على الرغم من أزمة الجزر المحتلة والمناوشات وحرب التصريحات بين الجانبين أحيانا.

الانزعاج والغضب ومصابيح مكاتب البيت الأبيض الحمراء، تضاء عندما تتحرك مصر أو إيران تجاه إذابة الجليد فى العلاقات بين البلدين، والتطبيع بين القاهرة وإيران كقوتين إقليميتين إسلاميتين لهما تأثير ونفوذ على مجمل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط. أمريكا قلقة وإسرائيل مستنفرة والخليج متخوف من زيارة الساعات الـ4 التى يقوم بها الرئيس محمد مرسى يوم الخميس المقبل لإيران، للمشاركة فى قمة دول عدم الانحياز، بصفتها أحد المؤسسين للمجموعة فى منتصف الخمسينيات، وكأنه قدر مكتوب أن تبقى مصر بعيدة عن إيران.. وطهران فى خصومة مع القاهرة، ولا يلتقيان أبدا طالما ذلك يتعارض مع المصالح الأمريكية، ونفوذها فى المنطقة وتقاطعها مع المصالح الإيرانية فى إطار الضغوط المستمرة على طهران.

زيارة الـ4 ساعات تأتى مدعومة بتأييد شعبى مصرى لرسم خريطة علاقات خارجية جديدة بعيدة عن الأجندة الأمريكية، تراعى دور مصر الإقليمى وثقلها السياسى والتاريخى، لتعود مصر كقوة فاعلة وصانعة للقرار فى منطقتها، وليست مجرد وسيط. لذلك الرئيس مرسى عليه أن يحل طلاسم العقدة الإيرانية، لأنها أهم التحديات التى تواجه السياسة الخارجية المصرية فى عهده، بشرط أن تكون علاقات مؤسسة على المصالح المشتركة، وليست على حساب الالتزامات الدولية والقومية والوطنية لمصر خاصة تجاه دول الخليج الشقيقة. وفى ظنى أن إيران لا تمانع من عودة العلاقات مع مصر على هذا الأساس.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة