عادل السنهورى

الحكومة وأزمة جامعة النيل

الخميس، 30 أغسطس 2012 10:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحكومة تسببت فى أزمة جامعة النيل وهى المسؤولة الآن عن وضع نهاية لمأساتها التى أدت إلى اقتحام عدد من طلابها لحرم الجامعة فى 6 أكتوبر والاعتصام بداخله حتى تنتهى الأزمة إما بالقضاء أو بالتدخل الفورى من وزارة التعليم.

الطلاب والمشروع برمته ليس له ذنب فى قرارات خاطئة ومتسرعة بتحويل الجامعة بمبانيها ومعاملها إلى مقر لمشروع مدينة الدكتور أحمد زويل للتكنولوجيا بشكل مفاجئ دون دراسة متأنية لمصير الجامعة بعلمائها وطلابها.

وليس ذنب الدكتور زويل أيضا فى موافقة الحكومة على تسليمه مقر جامعة النيل لمشروعه العملاق والطموح الذى ينتظره المصريون، فالرجل وجد نفسه فى أزمة لا ناقة له فيها ولا جمل، وفى مأزق وضعته فيه حكومات بعد الثورة.. الجامعة التى كانت من المفترض أن تكون أول جامعة بحثية مصرية تضم نخبة من العلماء المصريين فى أرقى جامعات العالم تنازع عليها بعض المسؤولين فى النظام السابق ومجلس الأمناء من أجل مصالح بعيدة تماما عن المصلحة العامة والهدف من تأسيس الجامعة، وأدى ذلك إلى أن الجامعة انهارت وتبخرت كل الأحلام من وراء إنشائها فى مصر.

أزمة الجامعة التى وصلت إلى حد اقتحام الطلاب لها بالأمس بدأت مع قرار رئيس الورزاء الأسبق أحمد نظيف بقبول تنازل المؤسسة الأهلية التى أنشأت الجامعة عن كل أصول وممتلكات وتجهيزات وكل التبرعات والمنح التى خصصت للجامعة لصالح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومنها لصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء.

وعندما جاءت حكومة الفريق شفيق صدر قرار بنقل ملكية مقر الجامعة من وزارة الاتصالات إلى صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء، وهنا كانت بداية المأساة فقد تم طرد الأساتذة والباحثين والطلاب من مقر جامعتهم وتوقفت كل مصادر التمويل التى كانت تدعم النشاط البحثى والتعليمى للجامعة، وتوقفت أنشطة الجامعة وأبحاثها التى كانت تتم بالتعاون مع كبرى الجامعات والمراكز البحثية والشركات العالمية.

وجاءت حكومة شرف لتزيد من تعقيد الأزمة بقرار تحويل مقرات الجامعة إلى مقر لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا رغم الدعاوى القضائية المرفوعة من عدد كبير من الأساتذة والباحثين والطلاب لتحديد مصير الجامعة ومصير مشروع الدكتور زويل!

ويبدو أنها العادة التى لن نتخلص منها ولو بمائة ثورة، فالعشوائية والارتجالية فى اتخاذ القرار هى السمة الغالبة، ولا نعرف من يحاسب المسؤول عن ضياع ملايين الجنيهات التى تم إنفاقها على الجامعة وأبحاثها ودراساتها فى أحدث مجالات العلم والتكنولوجيا، وما هو مصير ومستقبل حوالى 400 طالب ماجستير، من أوائل خريجى الجامعات المصرية، وهروب الأساتذة والعلماء إلى دول أخرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة