أبدى عدد من المثقفين ارتياحهم النسبى إلى خطاب الرئيس مرسى الذى ألقاه صباح اليوم بالعاصمة الإيرانية طهران، لافتين إلى أنه حاول إمساك العصا من المنتصف، فى محاولة لإرضاء جميع الأطراف، فيما اختلفوا فيه، حيث إنه يتعلق بدعوته دول عدم الانحياز لاتخاذ موقف ضد نظام الأسد فمنهم من فسرها على أنها دعوة تقليدية ومنهم من أبدى استحسانه تجاهها.
الشاعر والمترجم رفعت سلام يقول، إن الرئيس مرسى فى خطابه فى طهران حاول إمساك العصا من المنتصف فى كل القضايا التى طرحها حتى يرضى جميع الأطراف، خاصة الأطراف القلقة من ذهاب مرسى إلى إيران وهى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ودول الخليج رغم أنهم يحتفظون مع إيران بعلاقات جيدة، مشيرا على سبيل المثال إلى أن الميزان التجارى بين الإمارات وإيران هو أعلى من أى دولة فى العالم.
وأضاف سلام تعليقا على دعوته الدول الأعضاء التضامن مع الشعب السورى لوقف الدماء، معتبرا أنه تأييد تقليدى وإنشائى على حد وصفه، مؤكدا أنه لا يملك وسائل الضغط القوية على إيران، ولكن ما قاله نوع من إبراء الذمة، مشيرا إلى أنه لم يقدم أى أفكار جديدة أو ملفتة حتى دعوته لتأييد القضية الفلسطينية كان على استحياء.
وقال الدكتور عماد عبد اللطيف، إن بداية الرئيس مرسى بالصلاة على "النبى" واسترضاء صحابته الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، تدل على ضعف حنكته السياسية وتولد الكثير من الارتباك، مشيرا إلى أنها كانت بمثابة تأكيد منه على اختلاف الهوية المذهبية، لافتا إلى أنه كان من الأولى عليه التأكيد على المشترك السياسى.
وأضاف عبد اللطيف فى تحليله لخطاب مرسى أن اللغة المستخدمة فى الحديث عن سوريا كان فيها درجة من المباشرة ومحاولة للفت انتباه إيران لأنها كانت مؤيدة لنظام الأسد.
وقال الناقد الدكتور هيثم الحاج على، إن إشارة مرسى لضرورة استخدام الطاقة النووية فى الشرق الأوسط فى السلم، كانت إشارة إيجابية منه، مشيرا إلى أن تعليقه على الشأن السورى وصفها بأنها دعوة مهمة، ومحاولة لاستفزاز حلفاء سوريا، لافتا إلى أنه يظل ما طالب به أقل مما تنتظره الشعوب العربية التى تبحث عن العدالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة