الرئيس مرسى فى قنا طالب المصريين بالصبر، وتحمل انقطاع المياه والكهرباء فى عز الصيف، ومع ذلك لم يصل صوته لأهالى قنا الغاضبين، مثلهم مثل باقى المصريين فى جميع أنحاء الجمهورية، على الظلام الذى يعيشون فيه طوال الأسابيع الماضية، والعطش الذى يعانون منه أيضا.
ربما لم يصل الظلام إلى مقر إقامة الرئيس، أو رئيس حكومته ووزرائه حتى يذوقوا جميعا من معاناة الشعب المسكين الذى انتظر وصبر طويلا حتى ضج الصبر منه، ولم يجد أمامه سوى الاحتجاج بقطع الطرق، وتعطيل المواصلات، والتظاهر أمام قصر الاتحادية لعل استغاثاته تصل إلى رئيس وحكومة الثورة. بالتأكيد التيار الكهربائى لا ينقطع عن قصر الرئاسة، ولا عن مقر سكن رئيس الوزراء فى الدقى، فهذه الأماكن «منوّرة» بأهلها، أما خارجها فعلى المصريين الصبر كما طالبهم رئيس الجمهورية الذى سيذكر التاريخ أنه فى عهده استخدم الناس فى مصر المحروسة الهاتف المحمول كـ«كشّاف» بدلا من وسيلة اتصالات، وأن مصر تتقدم فى تصنيف الدول الأكثر رومانسية لأن شعبها أصبح يعيش ويأكل على ضوء الشموع.
السخرية والنكتة أصبحتا سلاح المصريين فى مواجهة دعوة الرئيس، ووزيرى الكهرباء السابق والحالى، وهى بالمناسبة شىء صحى، ودليل عافية هذا الشعب الصبور، ولكنها لا تطول كثيرا، وتتحول إلى عصيان مدنى مثل دعوة عدم دفع فواتير الكهرباء كوسيلة احتجاج أخرى ضد أزمة الانقطاع الدائم والمتواصل للكهرباء، فقطع الطرق وتعطيل المواصلات والاحتجاجات بسبب الكهرباء أصبحت من المشاهد المألوفة اليومية فى جميع أنحاء مصر، ولم يعد الصبر والتحمل مجديا.
الرئيس نفسه لم يستطع تحمل النقد والتجاوز الإعلامى فى حقه وهدد بنفاد صبر «الحليم»– كما وصف نفسه ضد المتطاولين-واضطر فى النهاية إلى مقاضاة التليفزيون وصحيفة روز اليوسف، رغم أن الصبر هنا، وفى هذه الحالة، هو المطلوب والضرورى فى مرحلة تحول وتغيير ديمقراطى، وليس الصبر على أبسط حقوق الإنسان فى الحصول على كهرباء وماء، فالصبر – على رأى الست أم كلثوم - له حدود ياسيادة الرئيس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة