كريم عبد السلام

تنظيم «الألتراس» ومن معهم

الإثنين، 10 سبتمبر 2012 10:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أفهم أن يصدر مجموعة من المشجعين بيانا يعلنون فيه أن مباراة السوبر قبل انطلاق الدورى لن تتم إلا على جثثهم، وأنهم مستعدون للاستشهاد حتى لا يتم استئناف مباريات الدورى، إلا باعتبارنا فى الصومال أو فى أفغانستان، حيث يمكن لميليشيا أو مجموعة أفراد أن يشكلوا ائتلافا مسلحا ويفرضوا سيطرتهم فى منطقة جغرافية، أو أن ينفصلوا مؤسسين لدولة أو إمارة جديدة.

ما فعلته رابطة ألتراس الأهلى، لا يمكن التسامح أو التساهل معه، ولا تتحمله الدولة، قد يخرج بعضهم، ويقول إن سبعين من أصدقائنا الأبرياء تعرضوا للقتل فى مذبحة استاد بورسعيد، ونحن نطالب بالقصاص لهم قبل استئناف أى نشاط كروى، وأقول لهم دماء الأبرياء فى استاد بورسعيد تخصنا جميعا، ولا يرضى أى شريف أن تذهب هدرا، ولكن كيف يمكن القصاص لهؤلاء الضحايا، بالدراع أم بالقانون؟ بواسطة أجهزة الدولة أم بواسطة الأفراد الذين هم فى النهاية مواطنون غير مسؤولين وليس لهم أى صفة رسمية؟ وإذا قبلت اليوم تهديدات الألتراس، من يدريك بمجموعات تحشد وتهدد غدا من أجل قضية أو لهدف مشروع أو غير مشروع؟

الباعة الجائلون الذين استولوا على الأرصفة والطرق والميادين فى جميع المحافظات بدورهم يهددون بحرق أنفسهم والاعتصام فى الميادين العامة ووقف المصالح والمرافق الحيوية إذا تمت إزالة إشغالاتهم وتعدياتهم، فهل تستجيب لهم الدولة قياسا إلى أعدادهم التى يقدرها البعض بأربعة ملايين بائع؟

أكثر ما يغيظ فى مسلسل الفوضى الذى نعيشه هو تصريحات الفاشلين المنافقين الباحثين عن الظهور الثورى الزائف ولو على حساب القانون، وتجدهم فى تصريحات وبيانات وكتابات فى الصحف، يروجون لحق رابطة الألتراس فى منع المباريات بالقوة، أو إرهاب الناس بأن من يهاجمهم أو يعترض عليهم لا يهتم بدماء الشهداء فى بورسعيد، ومثل هذه الاستخذاءات المكتوبة والمنطوقة تسببت فى العقاب الجماعى الظالم لأهالى بورسعيد البسطاء والإضرار بهم فى لقمة عيشهم ومصالحهم اليومية، ومثل هذه الغثاءات هى من يعمق أزمة روابط الألتراس ويعطيها قشرة زائفة من المشروعية تستقوى به على الدولة ومؤسساتها وعلى القانون. يا عالم، يا عقلاء، فكروا قليلا فى معانى كلماتكم وفى تحركاتكم، إلى أين تؤدى بنا، وغلبوا المصلحة الوطنية ولو بدرجة واحدة عن مصالحكم الشخصية.. فقط لوجه الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة