منذ أحداث الثورة كنا فى حالة استقطاب ما بين أهل الثورة واللا ثورة، ثم انتقلنا لحالة أخرى من الاستقطاب بين أهل الثورة وبعضهم البعض، ثم دخلنا فى مرحلة الاستقطاب بين حتى الفصيل الواحد وبعضه، فصارت المعركة بين الليبرالى والليبرالى،والإسلامى وأخيه فى نفس الفصيل والاشتراكى ونظيره، والإصلاحى وزميله، والكل دون استثناء يتحدث باسم مصر، وعلشان خاطرها والله أعلم بالنوايا، وأحياناً أيضاً يكون البشر على بعض العلم ببعض النوايا لبعض الناس بعض الوقت.
ولأننى لا أزعم ولا أريد أن أدعى معرفتى بنوايا البشر فى القضية التى سأعرضها فقبل أى شىء أصرخ لكل الأطراف المتحاربة حول مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أرجوكم خلى كلمتكم تنزل المرة دى وإتفقم مرة علشان خاطر مصر.
مهرجان القاهرة السينمائى هو المهرجان الدولى الوحيد فى منطقة الشرق الأوسط بين عدة مهرجانات دولية معدودة على الأصابع حول العالم. وفى المنطقة العربية وعلى بوابة مصر الشرقية تقف إسرائيل ومهرجانها السينمائى يتحينا الفرصة لاقتناص صفة الدولية من مهرجان مصر.
وقد يخرج علينا قائل أو قارئ يقول مهرجان سينما إيه وبتاع إيه خلينا فى المهم والاقتصاد والسياسة الملخبطة، ولهذا الذى يظن نفسه فطناً أقول إن الأمم وتقدمها وحضاراتها لا تنهض فقط بالمصانع والانتخابات النزيهة، ولكن أيضاً بفنونها، أليست أمريكا سيدة العالم ترتدى تاج السينما وتربح بها من جيوبنا، وحتى مهرجانها القومى تحوله لحدث عالمى تنجذب له الأنظار؟! أليست المغرب الشقيقة التى تقيم عشرات من المهرجانات السينمائية للترويج لسياحتها واسمها استطاعت أن تربح ملايين الدولارات من تصوير الأفلام العالمية، حتى إن هناك بعض المناطق بها تحولت إلى استوديوهات مفتوحة يعمل بها آلاف المغاربة. إذن مهرجانات السينما إذا أحسن استغلالها وكانت جيدة القيمة تنعكس على الاقتصاد والمجتمع.
أما الخناقة على المهرجان التى وصل بعض من أصدائها للمحاكم ومن يقيم أو لا يقيم المهرجان والتى حسمها وزير الثقافة الحالى، حين قرر عودة المهرجان لإشراف الوزارة بعيداً عن الجهات المتعاركة من أجل الحفاظ على صفة الدولية التى هددت الهيئة الخاصة بالمهرجانات العالمية بسحبها من القاهرة لو لم يتم حسم الأمر، حسناً فعل وزير الثقافة على الرغم من كثير من الهجوم عليه.
كنت على مدى سنين من عمرى المهنى أنتقد المهرجان كأى متابع وأنتقد وزارة الثقافة وبعض من إدارته التى ما زالت تعمل حتى الآن، وربما بل المؤكد أنى سأجد فى الدورة القادمة ما سيدفعنى لانتقادهم، ولكن هذا لا يعنى على الإطلاق أن أقبل بفصيل من فنانين وإعلاميين وصحفيين يحاولون فى هذا التوقيت الحساس والمتأزم أن يدفعوا لفشل أو إفشال هذه الدورة من المهرجان وعدم مد كل يد للعون حتى لأعدى أعدائهم.
بشكل مباشر وبدون مواربة أطالب هؤلاء الذين قالوا إنهم عملوا من أجل المهرجان سبعة أشهر ثم أتت وزارة الثقافة وسطت على مجهودهم ومنهم أسماء محترمة مثل: المخرجة الشابة هالة خليل والمخرج مجدى أحمد على والإعلامى يوسف شريف رزق الله وآخرون، إذا كانوا فعلاً هدفهم اسم القاهرة ومهرجانها وبلدهم أن يمدوا يد العون للوزارة بأى طريقة لتمر تلك الدورة الحرجة، ونحافظ على الصفة الدولية لاسم مصر وعاصمتها ثم بعدها نحاسب بعضنا البعض داخل البيت، أما وإن استهلكوا جهودهم فى الإفشال أو الانتقاد والعمل بمبدأ عواجيز الفرح، فإنى لن أجد بدا من أن أقول لهم كما لآخرين مثلهم: أنتم لا تريدون خيراً لهذا البلد ولفنكم.
الروح الفردية تكاد تخنق هذا البلد من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه ولن ننهض إلا إذا مددنا يدنا لبعضنا البعض من أجل هدف، فمدوا أيديكم أيها الفنانين وإن كنتم أقسمتم ألا تفعلوا، فتذكروا عبدالفتاح القصرى بعبارته الشهيرة أنا كلمتى مش ممكن تنزل الأرض أبداً..لكن تنزل المرة دى من أجل أن تسير مراكبه مع زوجته مدام حنفى، ولكن حين كان فى بيتهما فى النهاية ضربها بالقلم لترتدع، فدعونا نمر بهذه الدورة ثم نتحاسب، وخلوها تنزل الأرض المرة دى علشان خاطر مصر إن كنتم تعملون من أجلها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة