عادل السنهورى

لقد وقعنا فى الفخ..!

السبت، 15 سبتمبر 2012 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لقد وقعنا فى الفخ يا باشا".. تذكرت هذه الجملة الكوميدية من فيلم الفنان عادل إمام "مرجان أحمد مرجان" وأنا أتابع ردود الأفعال العنيفة الغاضبة والمتشنجة والغوغائية فى مصر وليبيا واليمن على الفيلم المسىء للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

نجح منتجو الفيلم "المقزز والمقرف" من السفهاء والمرضى والمنبوذين والشواذ نفسياً وفكرياً فى تحقيق أغراضهم الدنيئة والخبيثة من وراء الفيلم، وفى هذا التوقيت بالذات الذى يصادف مرور 11 عاماً على أحداث سبتمبر لتذكير الأمريكيين والعالم بهمجية المسلمين الذين قاموا بتدمير برجى التجارة فى الولايات المتحدة الأمريكية، ووصم الإسلام بالعنف والتحريض على الكراهية.

الفيلم النكرة والتافه والضعيف الذى لم يعرض سوى مرة واحدة ولم يشاهده سوى ألفى شخص فقط، أظهر أننا نفتقد العقل والحكمة والتأسى الحقيقى بالرسول صاحب الخلق العظيم فى ردود أفعالنا وغضبنا على الإساءة من حثالة وشواذ البشر وعدم تحضرنا فى التعامل مع هؤلاء بوسائل الاحتجاج والغضب السلمى واتباع الطرق القانونية فى مواجهة الإساءة للدين وللرموز الدينية ونصرة الرسل والأنبياء ضد التطاول عليهم والإساءة إليهم دون الانسياق خلف المشاعر والعواطف المشحونة بفتاوى جاهلة من مشايخ التدين الشكلى وانتهاز شحنات الغضب فى نفوس مجموعات الشباب المحبط من جل الأحوال السياسية والاقتصادية فى مصر.

القلق أيضاً أن تتزايد حالة الغضب لإثارة الفتنة فى الداخل لأن الأمر لا يخلو من بعض الحمقى الذين لا يفرقون بين بعض المارقين ممن يسمون أنفسهم بأقباط المهجر وبين مسيحيى الداخل من المصريين وتنفيذ مخطط التقسيم والتمزيق لوطن يعيش أصعب فتراته التاريخية من وهن وضعف وتشتت.

الخوف أيضاً من تصاعد الأزمة فى العلاقات المصرية الأمريكية بعد تصريح الرئيس أوباما بأن مصر ليست حليفا للولايات المتحدة، وحدوث صدام سياسى بين البلدين فى لحظة الضعف الداخلى لمصر على أثر ردود الفعل الغاضبة ومحاولات اقتحام السفارة الأمريكية بالقاهرة وتنامى حالة العداء الشعبى للولايات الأمريكية بفعل مشعلى الحرائق وتجار الدين من المسلمين الأواخر الذين لم يتعلموا من الرسول الكريم سوى الذقن والجلباب فقط.

نصرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عرفها المسلمون الأوائل من العلماء الأجلاء والمشايخ العظماء الذين أفشوا السلام ونشروا العلم فى العالم وأسهموا خير إسهام فى الحضارة الإنسانية. أما الذين أفشوا ثقافة العنف والكراهية والجهل، فقد ساهوا – للأسف - فى الإساءة للرسول وجعلوا منه مجرد شكل وليس أسوة حسنة وخلقا عظيما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة