شهدت ساحات الفضائيات معارك شرسة بين بعض علماء الدين وأهل الفن الذين اعتبروا انتقاد د. عبدالله بدر للفنانة إلهام شاهين جريمة وبداية عصر القضاء على حرية الإبداع، ولمواجهة ما سموه بالهجمة البربرية، على حد وصفهم، وجدناهم يجيشون كل قدراتهم للنيل من كل من سولت له نفسه التضامن مع د. بدر، وحولوها لمعركة حياة أو موت، مستخدمين فيها مختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة، لإظهار العين الحمرا لهؤلاء المشايخ، لإرسال رسالة لكل المجتمع مفادها أنهم مازالوا صفوة المجتمع، ولن يستطيع أحد أن ينال من مكانتهم.
وأرى أن هذه المعركة مفتعلة، وتأتى فى وقت حرج نحتاج فيه جهد الجميع، وإن كنت أتحفظ على بعض ألفاظ د. عبدالله بدر، فإننى أرى أن من حقه أن يعبر عن رؤيته وأتضامن معه فى ذلك، وكنت أتمنى أن يكون رد الطرف الآخر، فى نفس الإطار الفردى، لكن أن يحولها الفنانون لمعركة تقلب فيها الحقائق، لدرجة أن عادل إمام يخرج علينا، ليؤكد أن ما قاله د. بدر جرح مشاعر أطفالنا ونال من حيائهم، وتناسى الزعيم أن الفن الذى يقدمه هو وبعض زملائه الفنانين لم يخدش حياء أطفالنا، بل اغتال حياء الكبار والصغار، من خلال لقطات الجنس الفاضحة التى تجتاح مشاهد أفلامه، وأفلام الكثير من الفنانين، لقد عانينا جميعا على مدار الـ30 عام الماضية، من موجات الفن الهابطة التى استهدفت رفع إيرادات الشباك، دون أدنى مراعاة لقيم المجتمع، وجعلت من الجنس والعرى لغة لإبداعهم المزعوم.
وكنت أتمنى على فنانى مصر أن يستغلوا أجواء الحرية، التى ننعم بها جميعا، فى إنتاج فن قيمى راق يرفع الذوق العام، ويعمق الانتماء لدى الشباب، لكن للأسف الشديد وجدنا الأعمال الفنية الرمضانية على سبيل المثال، كانت مثالا للتدنى والفساد الإخلاقى، ولعل ما وصف به الفنان يوسف شعبان هذه الأعمال خير دليل على التراجع المستمر للفن المصرى، حيث قال إن الأعمال الدرامة الرمضانية امتلأت بألفاظ كانت كفيلة بمنعها من العرض على الأسرة المصرية.
وأتمنى أن نتعلم جميعا من هذه المعركة، أن الشعب ضج من الأعمال الفنية الهابطة، ويريد فنا محترما يدعم قيم المجتمع ولا يخاطب الغرائز، فمصر تحتاج لسواعد تبنى، لا لمعاول هدم تنخر فى مجتمعاتنا كالسوس، ومسيرة النهض لن تكتمل، إلا بمنظومة فن جاد ينهض بالهمم، وينير العقول، ويساعد على دفع عجلة الإنتاج للأمام
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة