ماذا نسمى إقدام المدعو بالشيخ أبوإسلام على تمزيق النسخة الإنجليزية من الإنجيل وسط مجموعة من المتظاهرين الذين لم يعترضوا، بل هللوا وكبروا؟ هل انتصر بهذه الفعلة الإجرامية فضيلة الشيخ للإسلام أو لرسوله الكريم، أم أعطى المزيد من الحجج والتبريرات الزائفة للمنحطين الذين أقدموا على صناعة الفيلم المسىء للنبى؟
ما فعله المدعو أبوإسلام فيه من السفه والحماقة الكثير، لكنه فيه من الأذى والخبث الكثير أيضا، إذ يحمل فى طياته تحريضا مستترا على الإخوة المسيحيين، وهذا ما نخشى أن ينجرف إليه بعض المتحمسين المنفعلين، جهلا أو غضبا أعمى، فالإخوة المسيحيون فى مصر والعالم العربى خصوصا، وقفوا بفطرتهم السليمة ضد الأذى والإهانة التى شارك فى صناعتها تيرى جونز وموريس صادق وعصمت زقلمة، بل إن عددا من وسائل الإعلام تداولت خبرا عن ضرب موريس صادق بالحذاء من قبل مسيحية مصرية مهاجرة، رأت فى الجريمة التى ارتكبها مبررا للبعض كى يعتدوا على المسيحيين فى دينهم أو أموالهم أو ممتلكاتهم أو أنفسهم.
ونسأل السيد أبوإسلام، هل تريد الأذى والإهانة التى وجهها منحطون للنبى ولكل المسلمين نوعا من الحرب الطائفية بين المسلمين والمسيحيين؟ أو تظن بتفكيرك العبقرى أن إقدامك على حرق النسخة الإنجليزية من الإنجيل يخص المسيحيين الناطقين بالإنجليزية ولا يخص إخوانهم الناطقين بالعربية مثلا؟
يا سيد أبو إسلام، ونتمنى أن يكون لك من اسمك نصيب، أنت بفعلتك تكرس للصورة النمطية التى يحاول أعداء الإسلام أن يثبتوها فى أذهان الناس فى الشرق والغرب، وبدلا من أن تستغل موقف الفيلم المسىء لتوجه من خلال قنواتك ودور نشرك أنظار الناس إلى النموذج الحضارى للإسلام، وعظمة الرسول خلقا وعملا وسياسة وإدارة وحكما، تسعى لحرب لم يأمر بها الله ورسوله، على الأبرياء من المسيحيين الذين لا ذنب لهم لتحيطهم بالخوف والرعب من تطورات فعلتك الهوجاء
هل تضمن ألا يقدم أحد من الشباب الأرعن على إيذاء المسيحيين، متصورا أنه بهذا ينتقم للرسول الكريم؟ نريد خطابا عقلانيا نواجه به جنون المجانين ونريد خطابا سمحا نواجه به غلظة الغاشمين، ونريد خطابا حضاريا نرد أذى الهمجيين الجاهلين، أما مقابلة الجهل بالجهل فهذه عادة جاهلية ولترجع إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة لتراجع نفسك فيما أقدمت عليه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة