حاول من فضلك أن تنسى أو تتناسى ما فى عقلك مما حدث منذ اندلاع ثورة الغضب بسبب مقطع مما قالوا عنه جزء من فيلم فيه تطاول وبذاءة تخص الرسول الكريم والإسلام الحنيف، ولتبدأ معى فى إعادة ترتيب الأحداث.
بينما الشعب المصرى يمارس حياته اليومية المضطربة ونزاعاته على لقمة العيش والحال المايل والخوف من المستقبل الذى يبدو غامضاً، والشعوب العربية أغلبها يواجه ظروفا استثنائية من المحيط إلى الخليج، فسوريا فى حرب، والعراق ما له إلا العراك والقتل، وليبيا تم احتلال مصادر البترول فيها وبعض من شعبها يقتل ويروع البعض الآخر، وتونس تندلع فيها الاضطرابات حتى تضطر حكومتها أن تطبق قانون الطوارئ، والبحرين تواجه ما بين الحين والآخر اضطرابات وغضب، والسودان المنقسم يواجه إنذار حرب دائم بين الأشقاء، واليمن السعيد لم يعد سعيداً، ثم حدث ولا حرج عن فلسطين المحتلة المنقسم قلبها بين حماس وفتح، وبينما يبدو المشهد العربى على هذا الحال من الاضطراب تأتى ذكرى 11 سبتمبر التى تهيج مشاعر أمريكا لتذكرها بنكبة سقوط البرجين وحديث الإرهاب الإسلامى المتطرف بالتبعية ومئات بل آلاف من محطات التلفزيون فى العالم تحيى الذكرى كل بطريقته.
وبينما الأمر على ما هو عليه تأتى محطة فضائية مصرية محلية من بين عشرات أخرى يقولون عنها دينية تذيع مقطعا منقولا من على موقع اليوتيوب إعلانا عن فيلم من الواضح أنه تم صنعه تحت السلم بشكل بدائى لتفجر الخبر وتعلن أن أمريكا وبالتحديد أقباط المهجر هم من صنعوا هذا الفيلم، ويلتقط الخيط رجل يجمع بين الحديث عن السياسة والدين ويطالب أنصاره ومحبى رسول الله أن يتوجهوا للسفارة الأمريكية نصرة لمحمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، وبالفعل يتجمع أعداد من البشر بعضهم غاضبون وبعضهم متفرجون وبعضهم زهقانين من الحياة ويتجهون إلى السفارة الأمريكية، ثم تبدأ موجات تسونامى الغضب للرسول الكريم، خد بالك الموجات تنتقل من القاهرة إلى تونس إلى ليبيا إلى اليمن إلى السودان الذين انحرفوا تجاه السفارة الألمانية بدلا من الأمريكية فى وضع عبثى.
وبينما الإعلام العالمى وتلفزيونات العالم تبحث فى أرشيفها عن صور وأفلام تخص حادث وحديث الإرهاب المرتبط بذكرى 11 سبتمبر، يجدون أنفسهم أمام حاضر بوجوده لا حاجة لهم للبحث فى صور أرشيفية، ففى مصر الصبية يحاولون اقتحام السفارة الأمريكية بعنف غير مبرر وحين يواجههم البوليس يدخلون معه فى معركة دامية، وفى ليبيا يتم اغتيال السفير الأمريكى وثلاثة من العاملين معه، وتونس تضطرب واليمن والسودان ويبرز السؤال لم لم تحدث اضطرابات لنصرة الرسول فى أرضه وبلاده منطقة الجزيرة العربية مثلاً؟ ولم بالأساس يبدو أهل بلاد ما يُطلق عليه الربيع العربى الذين تحرروا هم من المتطرفين تجاه تطرف فردى؟
ولماذا تبرز فى هذا التوقيت بالتحديد حكاية فيلم حقير لم يشاهده حتى العاملون فيه؟
عشرات من الأسئلة كلها دون استثناء تدفعنى لأن أقول وأجزم بأن الأمر يحمل رائحة بل طعم المؤامرة، والسؤال من صاحب المؤامرة؟ ومن ممن ذكرت مشارك بعلم ومن هو المشارك بجهل؟
وهل يجب أن نقبل تصريحات رئيس الوزراء بأن المتظاهرين كانوا مدفوعين بالمال ثم ندع الأمر يمر دون أن نطالبه بكشف أسباب ما قال وتفاصيله، أم أنه مكتوب على هذا الشعب أن يظل مغيبا من قبل مسؤليه عن الحقيقة؟ أم أنهم مثلنا جهلاء بالحقيقة ويضربون تصريحات فى الهواء لتبرير أى وضع؟
وربما هنا سأتوقف عند الصحافة الأسبانية التى كانت منذ أسابيع تكتب وتتساءل عن ظاهرة التحرش الجنسى فى مصر وتحللها ثم ها هى تتساءل كيف بشعب لديه ظاهرة غير مسبوقة فى التحرش أن يكون هو المنفجر الأول غضباً لمحمد الرسول الذى بُعث ليتمم مكارم الأخلاق؟!
ولنترك التناقض المفزع فى الشخصية المصرية الآن والسعى الحثيث من قِبل البعض لزيادة هذه الحالة المرضية العامة، لنعود إلى هذه الأزمة ورائحتها التآمرية فهل من المنطقى والطبيعى أن تصور الكاميرات مشهد شباب وصبية يقولون إنهم غيورون على سيرة واسم رسولهم وهم يسبون الدين، أم أن هذا بالتحديد هو المطلوب ليظهر أمام العالم أن هؤلاء هم مشروع للإرهاب والصورة ما بتكدبش.
ورُب معلق بأننا شعوب تهوى وتستسهل أن تلقى بهمومها وهمها على شماعة المؤامرة أسهل من أن تواجه نفسها بمشاكلها، ولهذا أقول أنت على حق بشكل جزئى ولكن مصيبتنا ضعفين فنحن محاطون بعدو من الخارج وأعداء من الداخل هم جزء منا يتوج بعضهم الجهل وأغلبهم المؤامرة والشر والبعض يطلق عليهم النخبة وآخرون يطلقون عليهم اسم الدهماء.. وما بين النخبة والدهماء وأعداء الخارج نحن نقع بين كفى رحى.
وفيما يخص الإحساس بالمؤامرة لا أملك إلا أسئلة قد طرحتها، أما فيما يخص أهل هذه البلاد فلهم أقول رب العزة قال فى كتابة بأن لنا فى رسول الله أسوة حسنة، ومن هذه الأسوة نكتفى باللحية والجلباب والخمار وغيرها من مظاهر، والحق أن سُنّْة الرسول فى أخلاقه وليست فى مأكله ومشربه لأن الرسول الكريم كان يأكل ويشرب ويلبس كما أهل بيئته وعصره وكان منهم رؤوس شرك.
صورة لشاب يقف بلافتة مكتوبا عليها فداك أبى وأمى يا رسول الله تلخص حالنا فالشاب يفدى الرسول الكريم بأبيه وأمه والسؤال وماذا عنك؟ أما الإجابة: فيا مثبت العقل والدين فى هذا البلد!!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة