تحية الرئيس محمد مرسى للزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى خطابه أمام قمة عدم الانحياز فى طهران هى إقرار واعتراف بالدور القيادى والتاريخى لمصر الخمسينيات والستينيات فى محيطها العربى والإقليمى والعالمى أيضا، ومساهمتها الفاعلة فى تأسيس العديد من المنظمات والتى كانت أهمها حركة عدم الانحياز ومنظمة الدول الأفريقية ومنظمة الدول الإسلامية انطلاقا من استراتيجية واضحة للسياسة الخارجية المصرية تعكس رؤية مصر عبدالناصر فى التعامل مع العالم الخارجى بالدوائر الثلاث التى حددتها مصر وهى الدائرة العربية والإسلامية والأفريقية.
لم يكن من المقبول أن يتحدث الرئيس فى قمة لحركة أسستها مصر مع الهند ويوغسلافيا أن يتجاهل ذكر الزعيم الراحل لأن ذلك تأكيد لحقائق تاريخية لا يمكن تجاهلها وإنكارها من جانب رئيس مصر أمام قمة حركة عدم الانحياز وفى مرحلة تحاول فيها مصر رسم سياسة خارجية جديدة تستعيد بها توهجها القديم فى عالمها العربى والآسيوى والأفريقى واللاتينى.
فى كل دولة من دول العالم الثالث سيزورها الرئيس مرسى سوف يجد ما يدعمه تاريخيا فى سيرة ومواقف ودور مصر عبدالناصر وعليه أن يحييه ويثنى عليه فى كل زيارة، وهذا لا يقلل من شأن رئيس مصر المنتخب بغض النظر عن انتمائه لجماعة الإخوان، بقدر ما يزيد احترام العالم له وإعجابه به.
إشادة الرئيس محمد مرسى بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر ودوره فى تأسيس حركة عدم الانحياز وتأكيده على أن ناصر «كان يعبر عن إرادة الشعب فى كسر الهيمنة الخارجية» هى رسالة قد تعتبر بمثابة تصالح الرئاسة الحالية لمصر مع فترة تاريخية مجيدة وخطوة مهمة من الرئيس وموقفه من ثورة يوليو وزعيمها بعيدا -ولو قليلا- عن الموقف العدائى لجماعة الإخوان من الثورة، وذلك يحسب له كرئيس للمصريين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والأيديولوجية وليس كعضو فى جماعة تحاول الانتقام من يوليو وزعيمها بعد وصولها للسلطة.
رسالة التصالح مع ثورة يوليو وجمال عبدالناصر التى بعث بها من طهران تأخرت قليلا بعد أن كنا ننتظرها فى العيد الـ60 لثورة يوليو ولكنها جاءت فى الأخير، فأن تأتى متأخرة قليلا خير من ألا تأتى أبدا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة