> فى كل الدنيا تبدأ الأفكار النبيلة فى الانتشار بعد تهذيبها، واستعدالها لتصبح مفيدة للوطن.. للبيئة.. للحزب.. للجماعة.. لـ«الحتة» أو المنطقة، أو الشارع، أو الحارة.. أو.. أو.. أو.. «وتفر» بالإنجليزية والعياذ بالله!
لكن سيادتك.. وإلى أن يشاء الله تبقى المحروسة وحدها مخالفة لما يحدث!
آى والله.. فرغم أن البشر فى مصر يحاولون منذ 30 عاماً على الأقل تغيير واقع أليم عاشوه.. وبالفعل وبدماء الشباب الذكية.. ومش أى حد تانى نجحت ثورة 25 يناير فى خلع المخلوعين، ثم بدأ الحلم الجميل فى غد أفضل.. ولكن؟!
طبعاً ولكن.. ظهر الشباب تحديداً، مجموعات «الألتراس» التى كانت بكرت بتقديم أفكار حديثة للتشجيع الكروى، والدفاع والاهتمام بالأوطان الكروية، لأنهم فقدوا الأمل فى الوطن.. اللى هو، وطنى حبيبى الوطن الأكبر مصر.. طبعا!
المشهد الألتراساوى كان مزعجاً جداً لمن يرغبون فى استمرار حالة التشرذم فى البلد، واللعب على وتر الفوضى.. وعزف موسيقى أوبرا «يا ناخدها.. يا نرجعه».. آه.. أما أن يسيطروا على المحروسة، أو العمل بكل الوسائل ضد ليلة هادئة.. ولقمة هنية!
علشان كده.. تم تحديث مصطلح «فلول» كما ذكرنا كثيراً، باعتبار أن هناك فلولا و«فلول بشرطة» و«فلول بالزيت الحار جداً خالص»!
طيب.. مين نظيف القلب واليد، والسريرة؟! مين يا ولاد؟!
بالطبع الشباب النبيل.. جاهز.. وأى حاجة تقرب من مصر ممكن يموت فداها وبكل سهولة.. والله وعملوها الرجالة كثير طبعًا.
شباب بيحب مصر.. شباب دفع فاتورة تغيير.. ولا فى الأحلام.. رجع لنا الدم فى عروقنا كجيل وسط وبعد كل ده ساب كل حاجة ورجع بيته؟!
الآن.. أو منذ عام تحديدا دخل «نهابو» الثورات.. أو أغنياء الثورة.. ذى أغنياء الحرب كدة على الخط، وخططوا للدفع بالشباب الألتراساوى للحلبة ليحارب فى معركة وطنية فرضت عليه.. علشان كدة قرر أن يحاربها بكل قواه.. بينما المخططون.. والمحرضون يستغلونها بصورة واضحة تتطابق مع مقولة: «كلمة حق يراد بها باطل!!».
الأزمة أن مشاعر الشباب باتت أكثر التهابا سواء والشاب يرى أسرته بلا غطاء من الدولة، ولا موارد، ولا أى حاجة خالص.. حتى الوعود بالأكل والشرب.. راحت فى الهواء.. ثم تأتى مأسأة ستاد بورسعيد التى يجب أن تكتشف وتكشف بكل حذافيرها للشعب لتشعل براكين الغضب الشبابية.
أم الكوارث أن المندسين.. و«أغنياء الثورة».. خطافى الأحلام.. تجار الأوهام.. نفخوا فى الشباب العظيم بأدواتهم الفاسدة.. ولأن الشباب وطنى جداً، فلن يقبل أى قطرة فساد حتى لو مات وأهله من الجوع، فماذا يفعل شياطين الإنس؟!.
البديل جاهز.. أنت ألتراس.. إذن أنت وطنى.. أنت ألتراس وطنى.. إذن أنت من تقرر لهذا الوطن؟!
ماشى.. لكن هل كان هناك إعداد لهذا الشباب فى دولة المخلوع؟!
أظن الإجابة واضحة.. لا بالفم المليان!
طيب.. الخطة الدنيئة كاملة الأركان، لدرجة أن أولادنا فى ألتراس.. أصبحوا يصدقون من يعرفوا أنهم الكذابون رسميًا!
أصبحوا يصدقون من يعرفون أنهم ناموا فى أحضان النظام!
المصيبة أنهم وفى ظل الحلم الضائع للشباب جعلوا فكرة أنك ألتراس تسيطر على الشاب من دول وكأنها تنويم مغناطيسى!.. صدقونى رأيت بعينى هذه النفخة التى أصبحت متأكد أنها لسببين.. الأول هو إشعال الحرائق الجدلية فى مصر.. وثانيها حتى ينفجر الشباب العظيم وحلمهم فتخلوا الساحة لكدابين كل زفة.. أغنياء الثورة؟!
تخيلوا أعزائى القراء معى.. عندما التقى صديقا قديما.. ممن يمكن وصفهم بـ«ابن حتتنا.. وعشرة العمر» كمان بعد سنوات لم نلتق خلالها.. مش ده الموضوع!!.. اللقاء بالصديق القديم فتح ملف الذكريات وعندما سألته عن أحواله وعن ابنه سامح الذى التهمنا «العقيقة» الخاصة به من قرابة 23 سنة.. بادرنى قائلاً: ده موجود معاى هنا.. حيث كنا فى نادى الطالبية نادى حتتنا أو منطقتنا.. التى كانت قرية قبل 40 عامًا المهم.. صاح صديقى قائلاً: يا سامح.. فإذا بشاب يأتى فيوجه صديقى الكلام لشخصى قائلاً: ابنى سامح يا كابتن.. فاكره.. فقلت له.. آه فاكره.. ثم عاجلنى صديقى بقوله.. سامح ألتراس يا عم عصام.. فى هذه اللحظة مد ابننا سامح يده بكل زهو وفخار مستجيباً لوالده اللى قاله سلم يا سامح على الكابتن.
انتهى السلام واللقاء وبدأ القلق.. أظن أن سامح أصبح يمثل شباب جيله الذى يرى وله كل الحق أنهم أشرف من يتحرك على أرض المحروسة.. وده حقيقى.. إنهم يحبون بلادهم.. ولكن؟!
يا شباب أبوس إيديكم.. أوعوا هوس نفخ أغنياء الثورة.. إنهم يريدون إحراق الوطن.. عود يا ولدى.. مصر فى انتظارك.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عصام شلتوت
ابنى سامح يا كابتن.. فاكره.. أيوه.. ألتراس.. سلم يا سامح على الكابتن!!
الجمعة، 21 سبتمبر 2012 12:03 م