قال عدد من الشعراء أن ترجمة الأعمال الكاملة لأرثر رامبو، التى قدمها الشاعر والمترجم رفعت سلاَّم تضمنت مجموعة من الترجمات لم تتضمنها أية ترجمة أخرى، من التى قدمت حول "رامبو"، جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت بالأمس، لمناقشة ترجمة الأعمال الكاملة التى صدرت مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأدار الندوة الشاعر السماح عبد الله، وشارك فيها الشاعر رفعت سلام مترجم الكتاب، والشاعر محمود قرنى، والدكتورة نسرين شكرى، وعقد عقب الندوة حفل توقيع للكتاب.
وقال السماح عبد الله: اغفر لى يا أبى فى أسواق القرية، وأنا شاب كنت أبحث لا عن التصويب المبتذل، حيث كل طلقة رابحة بل عن المكان الملىء بالصراخ، حيث الحمير متعبة الأجناب كانت تكشف عن ذلك الأنبوب الطويل الدامى الذى ما أزال لا أفهمه، إنه آرثر رامبو طفل القصيدة المتمرد مفجر الصورة الشعرية ومفتتها صاحب الطبخة الغريبة على مائدة التذوق الحداثى للقصيدة المعاصرة أحد أبرز أركان الشعرية فى المائة وخمسين عاما المنقضية، أكثر شعراء الحداثة إثارة لشهية المترجمين، حيث تمت ترجمة شعره للعربية مرات ومرات، ما الذى فى شعر رامبو أو فى شخصيته يثير كل هذا الاهتمام؟.
وقال الشاعر والمترجم رفعت سلام "رامبو بعد قرن ونصف ما أكثر الأسئلة ما أقل الأجوبة"، لنكتشف أن مائة وخمسين عاما ليست كافية للإجابة على كل الأسئلة التى تثيره حياة رامبو وقصائده وشخصيته، مضيفًا "فنص رامبو لا يستنفد على مر الدراسات والأبحاث والسنين والأجيال العاكفة عليه، ولم تخطر الحماقة ببال أحد فيعلن أنه قال أو كتب كلمة أخيرة نهائية فيما يتعلق بتضاريسه".
وأشار رفعت سلاَّم إلى أن ترجمته للأعمال الشعرية الكاملة لآرثر رامبو هذه المرة تتضمن من النصوص والقصائد ما لا تتضمنه أية ترجمة سابقة لرامبو، بالإضافة إلى أهم مراسلاته كما ضمت صفحات الكتاب أكثر من خمسين صورة فوتوغرافية وبوتريه لوجوه رامبو المختلفة بريشة عدد من التشكيليين.
وقال "سلام" تجربة سفرى للجزائر تجربة مهمة من زوايا مختلفة، فكان لدى من الوقت ما يسمح لى بطرح الأسئلة على نفسى، وهل من المعقول أن الدراسة العربية ألا يكون لدينا أعمال كاملة لشاعر بحجم بودلير آو رامبو، وهناك الآلاف من دارسى الأدب الفرنسى ولدينا هذه المشكلة، وهنا طرأت على بالى فكرة ترجمة "بودلير" وكلما قطعت شوطًا اكتشفت أن على استكمال أشياء أخرى، وحين قلت لنفسى أنهما ديوانان صغيران انتهى الأمر بكتاب لا يزيد عن 900 صفحة من القطع الكبير، والترجمة للعربية لى عليها ملاحظات أرصدها بينى وبين نفسى، وأقول أنها لم تقدم رامبو على النحو الدقيق، ووجهة نظرى أن ما نتلقاه بالعربية ليست أعمال رامبو، وإنما التكوين الذى يصنعه المترجم لأعمال رامبو وعدة عوامل تؤثر فيه منها ثقافة المترجم وأتصور أنه يجب أن يكون هناك خيال موازى لخيال رامبو هو خيال الشاعر، لأن خيال الشاعر الأجنبى لا أستطع نقله كما هو، أما حساسية الترجمة فحدث ولا حرج فإن لم أنقل إليك كقارئ هذه الروح المتفجرة وهذه الحيوية فلابد أننى سأكون فاشلا، ولقد تعلمت من الترجمات حين أرى أنه ينقل بلغة تقليدية أو يدس نصوصا أو أقوال مأثورة فى النص مع شاعر يتجاوز البلاغة فأقول لنفسى أن هذا مترجم لم يفهم هذا الشاعر وتعامل مع الشعر على أنه نصوص يترجمها فحسب، وهذا كان يحفزنى أكثر أن أترجم ترجمة أخرى.
وأضاف، ما فعلته مع بودلير فعلته مع رامبو من حيث السيطرة أولا على المادة ففى النشر الفرنسى سنجد طبقات متعددة فى النشر، وهى محققة لكن بلا تلك التفاصيل التى تضىء النص الشعرى، الأعمال الشعرية الكاملة لا تقل عن 1200 صفحة وبالنسبة لرامبو اعتمدت على مرجع وفى جميع الحالات لا يمكن أن يعتمد الفرد على مرجع واحد، وهذا المرجع ملىء بالتفاصيل التى تفوق خيال المترجم فأحيانا لديهم تفسير كل شىء فى النص.
وأضاف "سلام" هذا الكتاب يجمع الأعمال الشعرية الكاملة على وجه الحصر لآرثر رامبو من المهد إلى اللحد، بل إن فيه أعمالا لا تنتسب تماما للشعر"، مثل نشرهم لكراريس رامبو فى الإعدادية وواجبات البلاغة وصورها كاملة وموجودة فى الكتاب، واخترت منها الأعمال المتعلقة بالشعر" فى فرنسا يتعاملون مع المبدع بكل جدية هذه الدراسات كانت مكتوبة باللاتينية، وقد اعتمدت على الترجمة الفرنسية لهذه النصوص وترجمتها للعربية، وفى كل مرحلة يترك رامبو وراءه مخطوطات ولم ينشر فى حياته غير قصيدة أو اثنين فقط من كل هذا، وكتب رامبو أولى قصائده وهو ما زال فى المدرسة ولم يدخل باريس، وآخر قصيدة كتبها فى حياته تعتبر قصيدة تاريخية كل ذلك موجود فى أعماله الكاملة، ويضم الكتاب عددا من المراسلات التى تكشف موقفه من الشعر من العصر الرومانتيكى حتى بودلير، وخلال هذه الرحلة مع الشاعر تناثرت بعض المصطلحات النقدية وبعض الأسماء فقمت بعمل قاموس لها فى آخر الكتاب، أما الختام فهو إضاءات لبعض التركيبات أو الصور التى وردت ووجدت أنها تحتاج لهذه الإضاءات.
وعن ترجمة الأعمال الكاملة لآرثر رامبو قال محمود قرنى: رفعت سلام مترجم هذا السفر المهيب "أعمال رامبو الكاملة" ليس لديه تواضع ميللر، ولم يعترف بفشل من أى نوع، وإن اعترف بصعوبات الترجمة إلا أنه وهو المسبوق بترجمات ثلاثة لهذا السفر فقد دعا بتأدبه المعلوم رفاق الدرب إلى اعتبار ترجماتهم ليست القول الخاتم فى مسيرة الترجمة ولكنها تتمات تتكامل وقد عقدت ما استطعت من مقارنات بين ترجمة خليل الخورى وبعض نصوص عبد الغفار مكاوى وغيرها من الترجمات إلى جوار ترجمة سلام نفسه وأظن أن هذه الترجمات تعكس مزاج مترجميها المؤتلف أحيانا والمختلف فى معظم الأحايين التى تتال أحيانا، وقد رفض سلام من البداية منهج التحقيقات ومن ثم الترجمات التى تكتظ بشتى التفاصيل الببلوجرافية والهوامش والشروح والتأويلات واختار ألا يكون عمله قراءة متعسفة للنص الشعرى وما وراءه من تاريخ، ويرى أن هذا التعسف يطفئ وهج الشعرية ويرى أن عمله يخرج من نطاق التحقيق إلى نطاق الترجمة، وظل رفعت سلام حائرا أمام سؤال كل مترجم ألا وهو كيف يمكن التوفيق بين الدقة والسلاسة، كيف يظل النص الشعرى شعريا رغم كل صعوبات الترجمة؟ غير أنه لم يدع فضلا لنفسه عبر الإضافات التى تدخل الترجمة العربية للمرة الأولى، لذلك فإن سلام يؤكد أن أحدا لا يجب أن يزعم امتلاك الكلمة الختامية بشأن شاعر بهذه القامة، فالمؤكد كما يشير سلام فى مقدمته أن دور النشر الفرنسية تصدر كل بضعة أعوام تحقيقا جديدا لأعمال رامبو بلا اكتفاء أو انتهاء فأعمال رامبو حسب تعبير سلام غير قابلة للنفاد كأنها تجدد نفسها ذاتيا عبر الأجيال.
واختتمت الندوة بقراءات من شعر رامبو ألقتها بالفرنسية د.نسرين شكرى وألقاها بالعربية رفعت سلام والسماح عبد الله وهى قصائد "إحساس"، و"اوفيليا"، و"صلاة المساء"، وأخيرا "النائم فى الوادى".
عدد الردود 0
بواسطة:
قارئ مهتم
شكرا لجهوده ولكنها ترجمة عن لغة غير لغة المؤلف
عدد الردود 0
بواسطة:
nabil
هناك فرق ..
عدد الردود 0
بواسطة:
"تعالم".. في غير موضعه!
إلى القارئ المهتم