تعالى..
ساعدنى كيف أفهم، أو على الأقل اهدنى إلى أى رابط يمكن استخدامه لتوضيح علاقة المستشار القانونى لرئيس الجمهورية بالاعتصامات والمظاهرات؟، أى صلة هذه التى يمكن استخدامها لتبرير تحول محمد جاد الله المستشار القانونى للرئيس مرسى إلى مرسال لفئات المتظاهرين المختلفة للتفاوض معهم من أجل التهدئة وفض الاعتصام؟.
جاد الله رجل قانون لا يعرف أحد من أين جاء ولا كيف أصبح مستشاراً قانونيا فى وطن يمتلئ بمن هم أكثر منه فقها وأكثر خبرة، والواحد فيهم كان قادراً على أن يحمى الرئيس من المغامرة القانونية الخاسرة التى خاضها بقرار عودة البرلمان فى ظل رعاية «جاد الله» القانونية التى يبدو أنها كانت أقل من المستوى بحيث أسقطت الرئيس فى فخ انتهاك القانون.
هل كانت رعاية «جاد الله» القانونية للرئيس دون المستوى بحيث اكتشفوا ضرورة تحويله من رجل مهمته تقديم خبرته القانونية لخدمة الرئيس إلى مهدئ عام مهمته منح المعتصمين والمتظاهرين وعودا لتنفيذ أوامرهم دون خريطة زمنية أو عملية واضحة؟..
الإجابة ربما تكون بنعم إذا وضعت فى الاعتبار التأثير السيئ الذى أحدثه قرار عودة البرلمان على الرئيس مرسى، وتبدو الإجابة بنعم منطقية أكثر حينما تقرأ بتركيز قرار مرسى بتحديد صلاحيات المستشار محمود مكى نائب الرئيس والذى جاء متضمنا تكليفات كثيرة تتعلق بالأوضاع القانونية والإصلاح التشريعى داخل البلاد وهى مهام تبدو أقرب للمسمى الوظيفى الذى يحمله المستشار القانونى محمد جاد الله..
الملفت للنظر أن السيد «جاب الله» الذى يتحرك بين المتظاهرين والمعتصمين بوصفه «المهدئ العام» فشل فى التفاوض مع متظاهرى السفارة وخرج مطروداً ومسروقاً بعد أن فقد هاتفه المحمول فى جلسة تفاوضية متعثرة، وفى إضراب المطار أفسد خطة وزير الطيران المحترمة التى كانت تقضى بتجهيز أطقم ضيافة بديلة للمعتصمين الذين كبدوا شركة حكومية خسائر بالملايين ولم يحترموا قواعد الإضراب والتظاهر فى المرافق الحيوية، وفى مفاوضاته مع الضباط الملتحين خرج الضباط ليعلنوا تعليق الاعتصام وهو أمر يبدو انتصارا للمفاوض الرئاسى، «جاد الله» ولكنه يتحول فجأة إلى خسارة فادحة حينما تكتشف أن الضباط أعلنوا أنهم سيعودون للاعتصام والتصعيد بشكل أكبر إذا لم يف مستشار الرئيس بوعده الخاص بتحقيق مطالبهم كاملة.. أى أن سيادة المستشار يعمل بمنطق إطلاق الوعود التى تؤجل المشاكل والأزمات ولا تقوم بحلها.
الجولات التفاوضية التى يقوم بها المستشار «جاد الله» تحتاج إلى توضيح صريح من مؤسسة الرئاسة ليس فقط فيما يخص صلاحية «جاد الله» فى منح وعود الحل، ولكن فيما يخص خطأ اللجوء إلى وسيط فى أزمات لن يتم حلها إلا بالتفاوض والتفاهم المباشر بين المتظاهرين سواء كانوا عمالاً أو موظفين أو مدرسين مع الهيئات والوزارات التابعين لها.
كلمة أخيرة:
مقارنة سريعة بين رسوم الجرافيتى التى تم إعادة رسمها على جدران شارع محمد محمود والتحرير بعد إزالتها، والرسوم القديمة التى تم إبداعها وقت الثورة ومعارك محمد محمود والنضال من أجل رحيل مبارك والعسكر ستكشف لك الفرق الزمنى والحضارى بين مصر أيام الثورة، وأيام كان شعار إيد واحدة فعلا حقيقيا فى الميدان، ومصر الموجوعة بالصراع على السلطة..
الرسوم الأولى التى أزالوها كانت لوحات إبداعية رائعة تحمل صور الشهداء وتقدم مشاهد حقيقية من أيام الميدان، والرسوم الثانية التى أعادوا رسمها غضبا، عبارة عن شخابيط وشتائم وتصفية حسابات بين التيارات المختلفة.. هو ده الفرق!!.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة