دخل ممدوح عباس، رئيس الزمالك، مصيدة الاحتجاجات والاعتصامات، وظهرت فى القلعة البيضاء خلال الفترة الأخيرة جبهة معارضة منظمة تضع أمامها مخططا لإسقاط مجلس عباس وتتحرك هذه الجبهة فى كل الجهات، ومؤخراً بدا أن هناك تنسيقا للمعارضة مع شباب «الوايت نايتس» وأمامهم هدف واحد هو تطفيش المجلس الأبيض.
ورغم القرارات الأخيرة لعباس بالابتعاد عن الفريق الكروى وتشكيل لجنة للكرة تضم نجوما سابقين، فإن الجماهير و«الوايت نايتس» يرون ذلك غير كاف لإنقاذ الفريق الكروى، ويصرون على ضرورة الاستعانة بالتوأم حسام وإبراهيم حسن اللذين من وجهة نظرهم هما الحل السحرى لعودة الروح للأبيض.
المعارضة اتخذت شكلاً ثورياً، وفكر بعضهم فى منع ممدوح عباس من دخول مكتبه، وحدثت مشادات بعد ظهر الجمعة بين الأعضاء ورئيس النادى، وتأكد أن هناك شخصيات كبيرة تساند المعارضة وتحركها، منها الدكتور إسماعيل سليم نائب الرئيس السابق، وعمر هريدى عضو المجلس الأسبق، اللذين يملكان خبرات طويلة فى العمل الإدارى، ويعرفان كل الخبايا والكواليس فى القرارات بالمجلس الأبيض، ويتردد بقوة أنهما سيكونان فى جبهة واحدة بالانتخابات الزملكاوية القادمة.
يعانى عباس من ثلاث مشاكل أساسية حاليا، أولها الديون المتراكمة على النادى لجهات خارجية كالضرائب وأندية إنبى والجونة، وكذلك مستحقات اللاعبين، والرئيس الأبيض لا يدفع من جيبه الخاص أموالا تنقذ الموقف، ويكتفى بالتسريب لوسائل الإعلام أنه يدرب الزمالك بأكثر من 70 مليون جنيه، وثانى المشاكل هى الخيانة الداخلية من رجال مجلسه بعدما تأكد أن هناك أكثر من عضو، أمثال رؤوف جاسر وحازم إمام، أصبحوا لا يدينون له بالولاء الكامل، ويتحدثون مع رجال المعارضة عن خطايا المجلس ويدفعون بكل الاتهامات إلى ديكتاتورية الرئيس ممدوح عباس.
والمشكلة الأخيرة التى تداهم عباس هى توتر علاقته بالجماهير بصفة عامة و«الوايت نايتس» بصفة خاصة، وتطور الأمر إلى الهتافات المعادية ضد المجلس والمطالبة باستقالته واتهامه بالفشل فى إدارة شؤون النادى داخلياً وخارجياً، وفشلت محاولات عباس لاستمالة قيادات «الوايت نايتس» الذى يرفضون أى مجال للتعامل مع المجلس الأبيض باستثناء حازم إمام الذين يرونه المنقذ والأخلاق والنموذج الحقيقى لحب النادى بعيداً عن لعبة المصالح والبيزنس.
ممدوح عباس فى مفترق الطرق إما الإصلاح والعلاج وحل جميع المشاكل سريعاً قبل فوات الأوان، أو الانتظار للمصير المجهول، فالحلول سهلة والوقت مناسب لعلاج الأزمات المالية بضخ أموال ولو على سبيل السلف لعلاج الأزمة المالية التى تنتهى بشكل مؤكد مع الإيرادات المتوقعة من حقوق البث الفضائى والرعاية.
أما أزمة عدم الثقة فى المجلس فمن السهل أن يفتح عباس صفحة جديدة من العمل بشفافية ومصداقية بعيداً عن أجواء الشللية وترتيب الأصوات ولغة الأغلبية فى اتخاذ القرارات، وأعتقد أن الثنائى جاسر وإمام ليسا بالأشخاص البعيدين عن عباس واحتواؤهما سهل إذا ما منحهما الأمان والصلاحيات للمشاركة فى قيادة السفينة البيضاء.
وإذا ما فعل الرئيس الأبيض هذا فستكون المشكلة الأصعب وهى «الوايت نايتس» علاجها متاح لأن الاستقرار على كل الأصعدة بالنادى سيدفع الجميع للهدوء والانتظار، وسيساعد مجلس عباس على النجاح فى ذلك هو عدم ارتباط الفريق الكروى بأى مواجهات رسمية بعد الخروج من البطولة الأفريقية وغموض موقف الدورى، ومن ثم ستكون الجماهير مجبرة على نسيان مطلب عودة التوأم.