الألتراس مستمر فى العناد.. مستمر فى الاقتحامات.. مستمر فى التجاوزات.. مش عاوز يجيبها لبر.. والأمن فى حالة صمت رهيب «عامل ودن من طين والأخرى من عجين» يتفرج فى مشهد غريب يثير علامات الاستفهام والدهشة.
اقتحام أكثر من 200 شاب من أعضاء الألتراس للنادى الأهلى واحتكاكهم بلاعبى الفريق الكروى مشهد فوضوى يفقد الألتراس رصيده الكبير، كظاهرة رائعة كانت تزين المدرجات بالملاعب، واستمرارهم فى التصرفات العشوائية يفتح الباب أمام الشائعات عن المحرضين الذين يستغلون الألتراس فى نشر الفوضى فى الملاعب والشوارع، ويفقدهم تعاطف المواطنين مع قضيتهم ومطالبهم المشروعة فى القصاص من قتلة مذبحة بورسعيد، واستمرار الأعمال التخريبية ربما يؤدى لحدوث كارثة أو سقوط قتلى ما يكون نتيجته انهيار كيان «الألتراس».
وإذا كان الجميع يرجو ويتوسل الألتراس أن يعود إلى الهدوء والاتزان، فالتساؤلات المتكررة حالياً تدور حول صمت رجال الشرطة واقتناعهم عن التعامل مع أى تصرفات أو تجاوزات للألتراس، ونجد قوات لرجال الأمن تكون متمركزة بجوار النادى الأهلى وترفض التدخل عند حدوث أى تجاوز من الألتراس وكأنهم لديهم تعليمات مشددة بعدم التعامل مع الألتراس وتجنبهم، وكان الإعلامى الجرىء أحمد شوبير محقا عندما تساءل عن سر حالة السكون والهدوء لرجال الشرطة فى التصدى لتجاوزات الألتراس، خاصة عندما قارن بين رد فعل وتعامل رجال الأمن مع الاعتصامات والاحتجاجات أمام جامعة النيل وفض الاعتصامات بالقوة فى وقت يتجنب الأمن الصدام مع الألتراس ويتلاشاهم رغم التأكيدات الأمنية بالقدرة على إنهاء ظاهرة الألتراس خلال ساعات قليلة مثلما حدث فى ميدان التحرير وتخليصه من الباعة الجائلين وبعض المحتجين الذين حاولوا اقتحام السفارة الأمريكية.
لا خلاف أن الأمن المصرى عاد بقوة للشوارع ونجح فى حل أزمة الانفلات فى الشوارع والطرق، ولكن ماذا ينتظر وزير الداخلية من استمرار اقتحامات وتجاوزات الألتراس?، فلابد من ترتيب جلسات تجمع مسؤولى الأندية واتحاد الكرة وشباب الألتراس للجلوس، والسعى لإيجاد حلول جذرية للأزمة والعمل على ترضية الألتراس فى حدود المقبول والمعقول ومنحهم الطمأنينة على استمرار المحاكمات العادلة للقصاص من القتلة مع مطالبتهم فى نفس الوقت بالالتزام بالقانون وعدم تكرار مشاهد الفوضى والتعامل بكل حزم وقوة مع أى خروج عن النص.
الجلوس مع الألتراس ضرورى وهام جداً قبل الترتيبات النهائية لعودة النشاط الكروى المحدد له 17 أكتوبر لأن استمرار تجاهل هؤلاء الشباب يعنى الانتظار للانفجار القادم لا محالة من شباب لا يدرى ماذا يريد ويشعر بالإهمال والتجاهل وعدم الاحترام لهم ككيان يضم الآلاف من الشباب المثقف الذى شارك بفاعلية فى ثورة 25 يناير والإطاحة بنظام حاكم قوى ويحتاج للوعى والشعور بالأهمية فى المجتمع ويمكن استيعابهم والتأثير عليهم بهدوء للطريق السليم ليكونوا فى الصورة التى نأملها ونرجوها من شباب مصرى.