حين يقول الدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى ورئيس لجنة المقترحات فى الجمعية التأسيسية للدستور: «بعض الحسابات الانتخابية وراء الهجوم على التأسيسية» سترد على الفور أن هذا رجل يعجبه ما يفعله، ولا يعنيه مجمل الانتقادات الموجهة ضد ما يحدث حاليا فى كتابة الدستور، وكأنه يقول لأصحاب هذه الانتقادات: «اضربوا دماغكم فى الحيط»، وحين يتعامل المستشار حاسم الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية مع استقالة الدكتورة منال الطيبى من عضوية الجمعية بسخرية بالغة، فهذا يعنى أننا أمام حالة من الانسداد فى تقبل وجهات النظر المخالفة حتى لو كان التعبير عنها بالاستقالة، فماذا يعنى سخريته من قولها: «كمواطنة مصرية ووفاء لثورة مصر أتقدم باستقالتى»، بقوله: «مش عارف يعنى إيه مواطنة مصرية؟»، وقوله مخاطبا أعضاء الجمعية: «أرجو أن تسمحوا لى أن أوجه لها خطاب شكر على استقالتها».
كان رد المستشار الغريانى استعلائيا فى وضع لا يتحمل ذلك، فنحن بصدد كتابة دستور، وهناك وجهات نظر نقدية حول ما يتم بشأنه، والدكتورة منال الطيبى تتحدث عما يتحدث به الكثيرون غيرها، أضف إلى ذلك، فإن المستشار الغريانى وهو قاض جليل سابق ومشهود له بالنزاهة والكفاءة، يجلس على رئاسة جمعية منظور أمرها أمام القضاء بعد أن تم تأسيسها بنفس معايير التأسيس التى تمت فى الجمعية الأولى وحلها القضاء.
أن يحسب الدكتور محمد البلتاجى الهجوم على «التأسيسية» بأنه حسابات انتخابية، فهذا يعنى أنه لم يقرأ جيدا رسالة استقبال الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لوفود من مختلف التيارات السياسية فى اليومين الماضيين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الخلافات المحتدمة داخل الجمعية.
فى الحوار الممتع الذى أجراه الإعلامى وائل الإبراشى فى برنامجه العاشرة مساء أمس الأول مع الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، كانت هناك حقائق كاشفة للنوايا وما يجرى داخل الجمعية، وأبرزها دفاع «برهامى» باستماتة بالغة عن قضية زواج القاصرات، وتأكيده على أن المرأة لا يجوز لها تولى مناصب وزارية أو منصب المحافظ، وبالرغم من تدخل الدكتور أيمن نور فى الحوار، قائلا: «إن قضية زواج القاصرات ليس مجالها الدستور، وإنما تخضع للقوانين»، إلا أن ما فات «نور» هو أن الدستور يضع المبادئ العامة التى يتم تفصيل القوانين على أساسها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة