لكل شىء نهاية.. كما أن لكل شىء بداية.. فلا يمكن أن نظل فى حلقة مفرغة، الخروج منها ممنوع، بفعل فاعل يريد أن يظل الشارع المصرى مشتعلا.. آى والله العظيم ثلاثة.. وإذا قال أحدهم.. يعنى ننسى شهداءنا.. ونسكت، نقول لسيادته: لا ياسيدنا الفاضل، فلا طعم للحياة بدون صديق.. فما بالنا بالحياة بدون عزيز لدينا!
لكن كله يهون إذا حاولنا قدر المستطاع أن نمسح دمعة من العيون التى أجهدها البكاء، وأضعف نور بصرها غياب الأحباب.
إذن دعونا نبحث عن حل، ربما لا يكفى لحظة دفء بجوار من نحب، إنما فقط هو باقة ورد.. عطرة، أو منديل من ذهب لمسح الدمعة فى العيون.
إذا كان هناك ما يقال أحيانا عن مشاعر رقيقة، توصف مثلا بأنها «الحب الحقيقى».. فيجب أن نصل إلى الحل الحقيقى لما حدث!
ببساطة لأننا جميعا فى تسويف أحلام الشباب «فلول».. فى الصمت.. صمت القبور، قبل ما المخلوع يغور.. برضه فلول.. هو يعنى «الفل» لازم يكون سرق كتير.. ولا قتل قتيل؟!
ياسادة «الفل».. ممكن تطوله «الفلولية» لأنه صمت وقت أن سرق حلم الشباب فى غد أفضل، وقتل طموحهم فى مستقبل مشرق.
إذن الحل الحقيقى.. المقنع هو تعويض بسيط لكل أسرة بـ«مليون جنيه».. أيوه مليون جنيه كلها مش ها تكمل 100 مليون لهفهم أقل «فل» انتساب!
مليون ربما تصلح اعتذارا عما حل بأسرة.. اعتذارا ربما غير مقبول، لكن المأمول أن يكون موجودا.
أيضا معاش مناسب عن كل فقيد ممن احتسبناهم عند الله شهداء، وصدق المفتى بفتواه على الشهادة.. وهى صدق بإذن الله.
حتى لا ننسى فإن شارة حداد على الأكتاف وفى كل فصائل الرياضة ستجعل كل مجرم يخاف، لأن وقتها القصاص سيكون فى المكان وفى نفس الزمان.
المدرجات.. تعود لها الهيبة، لو أطلق على واحد منها مدرج الشهداء.. يا له وقتها من وفاء.
إذا سأل أى سائل من أين نأتى بالتغطية المالية.. أظن الكلام حولينا من شعر رسنا لإظافر رجلينا عن صناعة اسمها كرة القدم!
أظن أن سداد 100 مليون جنيه مش كتير.. يدفعهم بتوع البث والمعلنون وغيرهم.. وغيرهم.. كفاية ضريبة صغيرة على بتوع الأكاديميات اللى مالهاش أى وجود غير فى جمع المال بشعار معروف لكل الأهالى مد يدك فى جيبك وهات!
التمويل لن يكون مشكلة أبدا، إنما النوايا.. والتنفيذ، والتعجيل بالإعلان عن موعد البدء.
طبعا.. وبكل تأكيد.. القول الفصل للأحكام.. والجنايات مشكلتها أنها تحتاج الأدلة.. ولنا الله، لأن الثورة المصرية.. ثورة شباب 25 يناير وحدهم.. نعم وحدهم.. أقرت أن محاكم الثورة لا مكان لها، وطبعا وجد من أرادوا «خلع» الفلول الحقيقيين سارقى أحلام الشباب وصحة أهاليهم.. وكرامة ذويهم فرصة.. فربطوا فكرة محاكم الثورة بأنها ستضيع علينا الأموال المهربة!
فماذا حدث.. الأموال المهربة لم تعد.. وهرب أيضا جناة كثر.. واختفى بين الشرفاء «فلول» كثر أيضا!
الآن.. وعلى الأقل الجدوى الأولى، هى الاعتذار المجتمعى كما شرحنا.. لأن أسر الشهداء أضناها الانتظار.. وزملاؤهم يؤلمهم أن الدليل طار!
الواجب الحق الآن هو، أن يبدأ الشباب.. الألتراس الحقيقيون الذين فرحنا معهم، وبهم.. الذين أسقطوا نظاما كان يصدر الأمن لمن حولنا فى استهلاك أوقات أطول فى نشر ثقافة التغيير فى الشارع المصرى، ثقافة استبدال ترزية القوانين برجال قانون يتقون الله عز وجل، لا يحرفون قانونا.. ولا نرى أكثر من تفسير.. والكل سواسية أن الفقير وابن معالى الوزير.. والسفير، ثقافة أن نسمع نص لائحة، أو فقرة فى قانون فلا نحتاج إلى من يلعبون دورا فى الأفلام المصرية فى توضيد القضية، وعمل المحاضر بالطريقة السينمائية المقيتة.. ثقافة أن النص هو الأولى بالاحترام.. لا يمكن معه الاجتهاد أبدا.
أما ما نراه الآن، فلن يؤخر أو يقدم كثيرا، لأن الشباب لن يسرقوا مجددا، وسيعرفون فى النهاية إيه الحكاية.. وأن المحرضين إخوان الشياطين قاعدين علشان يخفوا عنهم الكثير مما فعلوه.. لأن فلول الأمس ياشباب أصبحوا ثوار اليوم.. تخيلوا!
استحلفكم بالشهيد.. أن تعطوا أنفسكم فرصة، وأن تراقبوا ما يحدث.. ستجدون الكثير وقد انكشف وبان أمامكم، وستعرفون من يتألم معكم، ومن يتاجر بالقضية، وسترون «جثث أعدائكم تحملها مياه النهر».. كما جاء فى المثل الصينى.
اصبروا.. وطالبوا بتنفيذ الوعود، حتى نكشف من خانوا العهود.. طالبوا بأن تمسح دمعة أهل الصديق، واصبروا من جديد على فراق الحبيب، فإذا كان الوطن فى طريقه للتغيير تكونون قد أحسنتم العمل وأحييتم الأمل.
على فكرة الأمل.. هو إنتم.. إنتم فقط من تستطيعون التغيير، لكن بعيدا عن المحرضين، وتجار الأزمات، وأغنياء الثورات.. مهما طال الأمد.. فهم سيفضحون.. إنهم يريدون «مص دماء» الشهيد.. فقط دققوا من بعيد، أنار الله لكم بصيرتكم، ولا تجعلوا أحدا يضعكم فى خانة الهدامين.. أستحلفكم بالله أن تعودوا كما بدأتم.. طاقة.. تبنى جبالا.. عزيمة تعيد لمصر وجهها الحضارى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة