غريبة أمر هذا الخجل.. لماذا تأخر عن زيارة الرئيس محمد مرسى كل هذا الوقت؟.. وغريبة أمر الرئيس محمد مرسى نفسه لأنه لم يعرف طريقه للكسوف بعد رغم عجزه عن صد هؤلاء الذين أجبروا مواطنين آمنين على إخلاء منازلهم وترك ممتلكاتهم والهجرة إلى حيث منطقة جغرافية أخرى.
الأمر الحادث بخصوص تهجير أسر مسيحية من رفح استجابة لتهديدات الإرهابيين يشبه امتثالك وخضوعك وخنوعك أمام مجموعة من البلطجية وهم يدفعون أهل بيتك أو أبناء عمومتك للهجرة من منازلهم خائفين مروعين دون أن تستطيع سيادتك أن ترد عنهم كيد المعتدين.
طبعا لا داعى لأن أخبرك كيف أن تهجير أسر مسيحية من منازلهم وأملاكهم خضوعا لتهديدات الإرهابيين كارثة ومصيبة كبرى على رأس دولة ومؤسسة رئاسة تدعى القوة ويفتح رئيسها صدره مفاخرا بأنه لا يرتدى قميصا واقيا للرصاص بينما هو فى الحقيقة يختبئ كل صلاة جمعة فى أحضان عشرات الحراس مفسدا عليهم وعلى الناس شعائر صلاتهم من أجل تثبيت صورته كرئيس مؤمن.
لا داعى لأن أخبرك بكل هذا الكلام عن كيف تشكل عملية التهجير هذه شكلا جديدا من أشكال المسخرة و«مرمغة» جديدة لسمعة وهيبة الدولة المصرية فى تراب الذل والخضوع لإملاءات جماعات متطرفة قتلت جنود الدولة دون أن تفلح الدولة حتى هذه اللحظة فى رد اعتبارها، فقررت الجماعات المتطرفة أن تتمادى فى السخرية من الدولة و«تهزيئها» والتسلى بكرامتها وضربها على «قفاها» بطرد مجموعة من السكان المفترض أن تحمل الدولة مسؤولية حمايتهم من منازلهم وممتلكاتهم بعد حرقها وإتلافها.
أزمة تهجير الأسر المسيحية من رفح ليس كارثة طائفية وأكبر من أن تكون كذلك، فهى أزمة دولة يبدو أنها أصبحت أضعف من أن تدافع وتحمى أبناءها وتحفظ لهم أمنهم وكرامتهم وأعراضهم، وأزمة رئيس تمادى وأفرط فى إطلاق الوعود والتصريحات الخاصة بالنهضة وكرامة المواطن دون أن يفهم أو يدرك أن الفعل والواقع أمر يختلف كثيرا عن الخطابة وأحلامها.
كارثة التهجير تكشف ما هو أعمق من عودة الإرهاب فى ثوب جديد وفى قطعة من مصر هى الأعز والأغلى سياسيا وعسكريا واقتصاديا، الكارثة تكشف أن لمصر الأن رئيسا من هؤلاء الذين يطلقون وعودا كما كلام الليل المدهون بالزبدة ويسيح ويتبخر مع طلوع أول شمس.
أنا لا أتجنى على الرئيس محمد مرسى، فهو الذى استشهد كثيرا بسيدنا عمر بن الخطاب وفترة حكمه ومنحنا الأمل فى تطبيق تجربته وعدله، وهو الذى قال لنا إنه لا ينام ولا يشعر براحة لو أن مواطنا مصريا يعيش مظلوما.. وها هم مواطنوه يهجرون ويروعون وتدمر منازلهم وبيوت عبادتهم دون أن تهتز رموش الرئيس الذى ذهب ليمارس هوياته فى الخطابة بعد صلاة الجمعة بأحد مساجد التجمع الخامس، وكأن الملل يقتل أوقات فراغه.
سيادة الرئيس محمد مرسى سيدنا عمر بن الخطاب الذى تستشهد به فى خطبك ونبينا الكريم الذى تصلى وتسلم وتبارك عليه فى خطاباتك الدولية وشريعة الله التى تريد أن تطبقها فى أرضه تضمن لأهل الكتاب سواء كانوا مسيحيين أو يهودا حق الحفاظ على أمنهم وسلامتهم وأعراضهم وممتلكاتهم، فلماذا يزورك الصمت وبعضهم يتعرض للتهجير قسرا من أرضه بينما يستفيض لسانك فى إلقاء الكثير من الكلام المشابه لبعضه للتليفزيونات الأمريكية والمصرية.. أليس غريبا أن تخطب سيادتكم فى الـ72 ساعة الماضية أمام الأمم المتحدة، وبرفقة كلينتون وأمام الجالية المصرية فى نيويورك وتحاور محطة تليفزيونية أمريكية ثم فضائية مصرية ثم تعود لتخطب بعد الصلاة الجمعة مصرحا بكثير من الوعود حول بناء دولة قوية بينما أنت غير قادر على توفير الحماية لبعض أبناء هذه الدولة فى سيناء.. سيادة الرئيس أرجوك كف عن الكلام.. وابدأ فى العمل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة