56 عاما كانت قد مرت والشعب المصرى أو جيلان منه لا يعرف عن كأس العالم سوى النقل التليفزيونى أو الحضور العربى التونسى، ثم الجزائرى فى المحفل الأكبر والأهم كرويا.. ثم يأتى محمود الجوهرى ليصعد بمنتخبنا الوطنى لكأس العالم 90 بإيطاليا عبر بوابة الجزائر، وقتها ما أدراك ما الجزائر.. جزائر رابح ماجر.. أسد.. عصاد.. ونجوم من ذهب.
الجنرال.. الأستاذ.. العظيم .. غداً موعده مع المصريين الذين أحبوه.. المصريين الذين فرحوا معه وبه.. غداً هو اللقاء الأخير مع الجنرال، لكنه سيظل كبيرا، سيظل فخرا لكل عربى ومصرى.
الجنرال.. الذى كُرم عام 2004 كواحد من أفضل 10 مدربين فى العالم على هامش أمم أفريقيا بالشقيقة تونس.
الجنرال.. الذى اتهموه بإفساد الكرة بالاحتراف، واليوم الكل يمشى فى زفة البحث عن الاحتراف!
الجنرال الذى اتهموه بدلع النجوم، وتضخيم الأندية، الآن يبحثون فى دفاتره عن أوضاع أندية محترفة، واقتصاديات لصناعة اسمها كرة القدم.. الآن كل من هب ودب يتكلم عن هذه الصناعة!
الجنرال الذى نال تكريماً فى سلاح الإشارة.. حين كان وجود نجوم جيله فى القوات المسلحة لمجرد التكريم والراتب، لأن الكرة لم تدر أى دخل، فإذا بالجنرال يذاكر "الإشارة"، ويساهم فى عودة بقايا الجيش المصرى وتقليل الخسائر عقب نكسة "67" عن طريق الإرسال عبر موجات لا يعرفها العدو.. ياه.. إنه الجوهرى.
الشعب المصرى وجماهير الكرة لن يتركوا اللقاء الأخير مع الجنرال يمر بدون حضور كامل، لأنه ينتظرهم بالفعل، ويعرف أنهم لن يخذلوه.
إنها لحظات فارقة بين الحياة والموت.. الموت الذى يمثل الحقيقة الوحيدة.. وهو حق.. لكن الفراق صعب.. اخرجوا.. الجنرال ينتظركم للوداع الأخير.