أكرم القصاص

مترو.. وصاحبه غايب

الإثنين، 03 سبتمبر 2012 08:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا أردت أن تحكم على تحضر وتقدم بلد، انظر إلى حالة المرور وأحوال القطارات والمترو والمواصلات العامة، إذا كانت محترمة وإنسانية فأنت أمام دولة حديثة، وإذا كانت عشوائية لا يمكن الحديث عن تطوير أو تحديث أو أى مشروع حضارى أو سياسى.. نقول هذا بمناسبة ما يجرى فى مترو الأنفاق من إهمال، وما يحيطه من فوضى. المترو الذى كان نموذجا للانضباط وحسن الإدارة تحول إلى مثال للإهمال وغياب الصيانة، وسوء الإدارة، فضلاً عن الفوضى ووقوعه تحت رحمة البلطجة، وللمرة العاشرة وأكثر خلال أقل من شهر، توقف الخط الأول لمترو الأنفاق بسبب انقطاع الكهرباء بمحطة حلوان، وهو عطل تكرر أكثر من مرة، وامتد من الخط الأول للخط الثانى، وهى أعطال يتم إصلاحها موضعيا، لتعود بنفس الطريقة. وتأتى تصريحات المسؤولين أيضا موضعية، تتحدث عن تطوير وتعديل وهمى، وصيانة لا تتم، ويبقى الحال على ما هو عليه، المترو يتعرض لكارثة، تهدد بتوقفه، هناك غياب للصيانة، ومشكلات مزمنة فى الكهرباء، فضلاً عن غياب الصيانة بالعربات والبوابات الإلكترونية. ونقص فى قطع الغيار، بما يكشف عن انهيار تام فى إدارة أحد أهم مرافق النقل العام فى القاهرة، فضلاً عن توقف العمل فى تطوير المحطات بأكثر من مكان، لمدد تصل إلى عامين عن الموعد المعلن عنه.

الأخطر أن مترو الأنفاق أصبح مثالا للفوضى بعد أن كان مثالا للنظام والضبط والربط، مداخل ومخارج المحطات تحت سيطرة كاملة للباعة الجائلين الذين يفرضون وجودهم بقوة البلطجة، وتظهر حملات الشرطة فى التحرير أو رمسيس أو محطات وسط البلد للحظات، تعود بعدها مظاهر الفوضى والبلطجة، بينما تغيب الشرطة فى العربات والمحطات البعيدة عن وسط البلد، والعربات التى تمتلئ بالباعة والبلطجية والخارجين على القانون ممن يهددون الركاب، أو يقتحمون عربات السيدات، فى غياب تام للأمن.

ليس هذا فقط لكن أيضا فقد سطا البلطجية على حرم المترو ومداخل ومخارج المحطات من حلوان للمرج، واقتطعوا من حرم المترو وأقاموا محلات باعوها وأجروها فى المعادى وحدائق المعادى ودار السلام وعين شمس وغيرها وقت الانفلات وتم افتتاح مطعم ومحلات وأكشاك وجراجات، فى ظل تجاهل أو تواطؤ لإدارة المترو والمرافق والأحياء. ووصل الأمر إلى أن بلطجية بنوا وباعوا عششا على الشريط، ناهيك عن الزبالة التى غطت المحطات حول المترو والشريط فى أكثر من موضع.

كل هذا يشير إلى انهيار تام لأحد أهم وسائل النقل العام فالمترو ينقل أكثر من 3 ملايين يوميا، أى نصف حركة النقل. والحكومة تتفرج على انهياره واغتصابه والفشل فى إدارته.
استمرار الفشل فى إصلاح وتنظيم مرفق موجود فعلا، يقود إلى انهياره التام، بما يضيف عبئا على النقل العام الذى يعانى من فوضى هو الآخر، بما يكذب الحديث عن تطوير النقل العام. وإذا كانت الحكومة تعجز عن حماية وتشغيل مرفق موجود مثل المترو، فكيف يمكن تصديق إعلاناتها عن تطوير النقل العام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة