«حينما» لفظ عربى أصيل يقلب كيان العبارات ويغير المعانى ويلعب بها.. هذه لعبة «حينما».. تعال جربها.
1 - حينما يقف الرئيس دولة ليخطب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة و«يبل» أصابعه من فمه لكى يقلب ورق الخطاب التائه منه، فلا تستغرب أبدا خوف الخائفين على حضارة مصر فى ظل العهد الجديد.
2 - حينما يقول وزير الإعلام المصرى «الإخوانى» لمذيعة قناة العربية «بلاش تكون آراء سخنة زيك»، فلابد أن تطالب الدولة بتوفير أكبر كم ممكن من الأطباء النفسيين لعلاج العقد الجنسية الكامنة فى نفوس هؤلاء الذين دنت الدنيا لهم وتدلت قطوفها أمامهم فكشفت أمراضهم ورفعت عنهم غطاء التدين المزيف.
3 - حينما يطلبونك منك أن تتفاءل وتفرح لأن حمدين والبرادعى اجتمعا معا فى رعاية السيد عمرو موسى وبدأوا التحرك مع القوى المدنية لمواجهة الجمعية التأسيسية للدستور وما يحدث فيها.. قل لهم: «لن أفرح إلا بعد أن نحاسب البرادعى وحمدين ورموز القوى المدنية على خلافاتهم وفراقهم وتفتتهم وسعيهم المنفرد للسلطة».. واسألهم أيضا: «هم الجماعة افتكروا أن دستور مصر فى خطر فجأة».
4 - حينما تتابع كل هذه الاتهامات المتبادلة بين قيادات حزب النور على كرسى رئاسة الحزب لابد أن تسأل نفسك: «أين ذهبت كل الأحاديث الدينية عن الأخوة والزهد»، ولابد أن تتذكر الإسلاميين قبل عدة شهور من الآن وهم يعايرون القوى المدنية بأنهم أهل صراع على السلطة بينما هم - أى الإسلاميين - أهل دعوة وعمل لوجه الله وليس المناصب.
5 - حينما تحدث الرئيس محمد مرسى عن فخره بمحصول المانجو ورخص أسعارها مرتين.. الأولى للجالية المصرية فى روما والثانية فى حواره للتليفزيون المصرى لم تكن المشكلة فى أن الرئيس اعتبر رخص أسعار المانجو إجابة شافية ومحترمة لسؤال عن حقيقة الوضع الاقتصادى وارتفاع الأسعار، بل تلخص جوهر المشكلة فى أن الرئيس «المؤمن» نسب لنفسه فضل محصول موالح تم زراعته والعناية به قبل أن يفكر هو حتى فى الترشح للرئاسة، وهو نوع من أنواع استحلال الأشياء يشعرك بعدم راحة ورضا ويخبرك بأننا أمام رجل ربما يعيد تجربة مبارك مع الضربة الجوية التى تحولت مع مرور الزمن إلى فعل أحادى يخص الرئيس نفسه.
6 - حينما تراجع دفاتر الدولة القديمة وتتذكر كل هذا الهجوم الإخوانى على المجلس العسكرى من أجل إصدار قانون العزل السياسى ثم تكتشف أن الحكومة التى شكلها الرئيس مرسى تضم وزراء مثل ممتاز السعيد وأسامة صالح خدموا نظام مبارك أكثر من مبارك نفسه لابد أن تسأل نفسك كيف ينجح الإخوان فى الضحك علينا وتمرير هرائهم الأخلاقى دون أن يغضب منهم أحد؟
7 - حينما يفرح الإخوة فى الأحزاب المدنية والليبرالية بالتحالفات التى تحدث الآن، ويفرح الإخوة الناصريون بتحالفهم أمام ضريح عبدالناصر لابد أن تضحك.. تضحك كثيرا.. ثم تلقى ما تشاء من لعنات.
8 - حينما يتحدث الرئيس محمد مرسى أو أنصاره عن كونه رئيس الثورة وعن دعمه للثورة السورية للحريات والحق وغيرها من قصائد الشكر فى النفس لابد أن تتذكر أن موقف مصر الرسمى من نظام بشار على المستوى الدبلوماسى والاقتصادى يتشابه كثيرا مع موقف روسيا والصين.
9 - حينما تنفى الصحف الإنجليزية أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون قدم أى وعود بخصوص عودة الأموال المصرية المهربة.. لابد أن تسأل: هل أصبح الكذب أمراً مشروعاً بالنسبة للمتحدث الرسمى للرئاسة الذى أخبرنا منذ أيام عن هذا الوعد؟
10 - حينما تنشر جريدة الإخوان تصريحا لراعى كنيسة شمال سيناء تقول فيه أنه لا يوجد شىء اسمه تهجير مسيحيين من رفح.. ثم يظهر الرجل على شاشات التليفزيون ليؤكد أنه لم يصرح بأى شىء لجريدة الإخوان.. لابد أن تعرف أن الإساءة الحقيقية للدين ولنبيه الكريم تأتى من عند هؤلاء الذين يجعلونه جسراً لأطماعهم السلطوية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة