سعيد الشحات

تهجير أقباط رفح

الأحد، 30 سبتمبر 2012 06:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن ألقى الرئيس محمد مرسى خطابه فى الأمم المتحدة بساعات قليلة كانت أسرتان قبطيتان تغادران مدينة رفح فى شمال سيناء إلى العريش، وتستعد 7 أسر أخرى لمغادرة المدينة إثر التهديدات التى تلقوها بضرورة رحيلهم عنها، وبعد إطلاق النار تجاه محل تجارى يملكه أحدهم، تصريحات واحد من هذه الأسر تكشف كيف تم التوصل إلى هذا القرار بقوله: توجهنا إلى المحافظ بعد الحادث، وتوصلنا إلى القرار بعد أن قال لنا مسؤول أمنى: «لازم تمشوا مش هنقدر نحميكم»، هكذا قال المسؤول، وهكذا تصرفت هذه الأسر.
الخبر مؤسف، والقضية فاضحة، ورغم الكارثة فإن حزب الحرية والعدالة يعيدنا إلى ما كان يذكره الحزب الوطنى فور وقوع أى حادث طائفى، والشاهد على ذلك، قول عبدالرحمن الشوربجى نائب الحزب عن شمال سيناء فى البرلمان المنحل: «لا استهداف للمسيحيين فى المنطقة أو المطالبة بتهجيرهم»، تصريح القيادى الإخوانى لا يختلف عما كان يقوله قيادات الحزب الوطنى، أى تقع الجريمة، لكنهما لا يعترفان بأن شيئا يحدث فى مصر.
الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء قال: «إذا صمتنا اليوم على رحيل الأقباط فستدور الدائرة غدا على المسلم والسيناوى والوافد»، ومعه كل الحق فما يحدث الآن يتم على قاعدة الفرز الطائفى، وبعد الانتهاء منه سيأتى الفرز على أساس إذا كنت ممن يؤيدون رفع الرايات السوداء على مؤسسات الدولة فى سيناء أم لا، إذا كنت ممن يعملون من أجل تحويل سيناء إلى إمارة طالبانية أم لا؟
الوقائع تدور على أرض سيناء التى يتم اختطافها من إسرائيل باتفاقية كامب ديفيد، ومن الإرهاب بقتل الأبرياء، لكنها لا تخص سيناء فقط، وإنما هى قضية وطن بالكامل، والنظام الذى يفشل فى فرض سيادته على أرض مصر هو نظام فاشل لا يعرف ضرورات مصر القومية والأمنية، التى تقوم على الوحدة الوطنية، والحفاظ على مياه النيل.
تهجير أسرة قبطية واحدة من مكان فى مصر إلى مكان آخر ليس فقط بدء الطريق فى التحول المأساوى فى علاقة المسلمين بالأقباط، وإنما هو اختبار حقيقى أمام السلطة الحاكمة، وإذا تم الصمت عنها، فقد نجدها على نطاق واسع فى أيام قادمة فى باقى محافظات مصر.
أين الحشود الجماهيرية؟ وأين الرئيس؟ الجريمة تخص كل مصر فانتبهوا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة