لأنها إلهام شاهين، هذا الاسم الذى صنع المجد والتاريخ لنفسه، وجعل من كل ناطق للغة العربية أن يعرف شكل صاحبته بمجرد أن يُنطق أمامه، ولأنها ستعيش فى الذاكرة العربية بأعمالها الفنية حتى بعد وفاتها بعد عُمر مديد إن شاء الله وإلى نهاية الحياة، وهذا قدر الفنانين العظماء، ولأنها أفنت عمرها إخلاصًا لمهنة سامية لا يقدرها إلا الواعون والمثقفون والمتذوقون للجمال، ولأنها ليست متحولة وأفاقة مثل العديد من المتحولين الذين ظهروا على الساحة مؤخرا وتصوروا أنهم سيصبحون عظماء وسيُسبح بحمدهم الناس، ولأنها نجمة كبيرة ومكانتها مرموقة ولأنها من الفنانين الذين لم نسمع لهم عن مشاكل أو فضائح، ولأنها مشهورة فاختلاق أى مشكلة معها سيُشهر من خصمها.
ولأنها سَبحت عكس التيار حينما رفضت إنكار إنجازات النظام السابق، ولأنها تمت إهانتها والخوض فى عرضها من شخص لم نسمع عنه من قبل يدعى عبدالله بدر ويقول عن نفسه إنه داعية إسلامى على الرغم من أن ما صرح به فى حق الفنانة إلهام شاهين بعيد كل البُعد عن الإسلام وعاداته وتقاليده وقيمه العالية.. لأنها كل ذلك وأكثر قررت أكتب اليوم وأنا فى منتهى الحزن والأسى لهذا المستوى المنحدر الذى وصل إليه البعض.
وحزنت أكثر لعدم تحرك أى جهة من الجهات المعنية بالفن والإبداع والوقوف مع فنانة بحجم إلهام شاهين ولو ببيان يندد ويرفض تصريحات هذا الشخص الذى ظن أنه يذبح القطة لكل المبدعين عندما تحدث بوقاحة عن إلهام شاهين وظن أيضا أن الزمن الآن قد تغير، وآن أوان «نتف الريش» كما ذكر من قبل الدكتور صفوت حجازى بأحد البرامج الشهيرة عقب فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة.
يا سادة إن ما تعرضت له إلهام شاهين من إهانة غير مقبولة، بل ومردودة بإذن الله، وما تعرض له النجم الكبير عادل إمام منذ شهرين حين تم اتهامه فى قضية تتهمه بازدراء الأديان وإهانة الدين الإسلامى!! والتى سينطق بالحكم فيها يوم الرابع عشر من سبتمبر الجارى، وأيضاً ما حدث مع المبدعين وحيد حامد ولينين الرملى وشريف عرفة ونادر جلال منذ شهور قليلة وتم تبرئتهم جميعاً من تهمة مشابهة بتهمة الفنان عادل إمام.. إن كل هذا - وما خفى كان أعظم- يعتبر ناقوس خطر على الفن والفنانين والمبدعين الذين هم ضمير الأمة والذين هم سفراء لمصر فى الخارج ويعتبرهم العالم العربى كنزا حقيقيا من كنوز العرب لا غنى عنه.
إن كارهى الإبداع والمبدعين ما هم إلا أناس رافضون للتنوير حتى يظل الجميع فى ظلام وعتمة تحول دون كشف هؤلاء الخفافيش الذين بمجرد وصول بعض منهم إلى السُلطة تم القبض عليهم بالسيارات بأوضاع منافية للآداب وتم فضحهم بعد أن كذب أحدهم وادعى أنه تعرض لمحاولة اغتيال واكتشفنا جميعا أنه قام بعملية تجميل بأنفه!!، وما خفى كان أعظم.
إن إهانة إلهام شاهين إهانة لكل مبدع وفنان، وعلينا جميعاً نحن أبناء الوسط الفنى رفضها بل وردها وبمنتهى القوة حتى لا تتكرر مرة أخرى سواء من داعية إسلامى أو غيره، وأخيرًا أود أن أقول للسيد عبدالله بدر: يحموك فى كنكة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة