فى هذه الأيام الصعبة ما أحوج هذا الشعب أن يذهب لدور العرض عله يجد بعض الراحة فى حكايات وخيال كتاب ومخرجين وممثلين ليقضى بعض الوقت يشاهد حكاية من هنا أو هناك عن آخرين ربما يضحك معهم أو عليهم وربما يبكى أو يفكر فيهم ولكنه فى النهاية يستقطع ساعتين يعيش فيها مع آخرين بالخيال، وما أجمل الخيال حين يقسو علينا الواقع.
ومن هذا المنطلق أذهب تلك الأيام إلى دور العرض لمشاهدة الأفلام محاولة أن استأنس بالخيال عن الواقع وأحيانا ما أجد الخيال أفضل وفى أحيان أخرى أجد الأمر مختلفا.
فبعد تيتة كان يجب أن أشاهد بابا الذى كتبته زينب عزيز وأخرجه على إدريس وبطولة السقا ودرة وخالد سرحان وإدوارد.
الفيلم يحكى عن طبيب أمراض نساء شهير وزواجه من مهندسة ديكور وحكاية التلهف على الإنجاب الذى يدفع بالزوجات الشابات للذهاب للحقن المجهرى وهى عملية دقيقة يستخدمها الكثيرون الآن للإسراع أو التأكيد على الحمل.
قرأت قبل أن أشاهد الفيلم بعض الكتابات عنه فوجدت من يقول إنه فيلم يحوى جنساً أو أنه فيلم كان يجب تصنيفه للكبار فقط وأقوال على هذا المنوال، ولكن ولعجبى فلم أجد إلا فيلما من نوع الكوميديا الخفيفة، كعشرات الأفلام الأمريكية التى نشاهدها ولا نرى بها تجاوزا ولكنها مسلية ضحكها لا يلقيك على قفاك ولكنه يدفعك كثيراً للابتسامة.
فيلم وإن كان موضوعه له علاقة بالعلاقة الحميمية بين الزوجين إلا أنه يتناولها بشكل طبيعى ومن أجل خلق أسرة وإنجاب أطفال، دون تجاوز فلا أدرى كيف أصبحنا بهذا التربص بأى فكرة.
زينب عزيز كاتبة جيدة لها تجارب سابقة، ولكنها فى هذا الفيلم قررت أن تبرز لنا موهبة كوميدية لديها فصنعت أحداثا بعضها استدعى الضحك وقد يكون بعضها طال أكثر مما يجب فخلق بعضاً من الملل ويشاركها فى هذا بالتأكيد المخرج على إدريس الذى كان يجب ألا يدفعه البحث عن الضحك للتكرار.
ورغم أن فيلم بابا فيلم كوميدى فإن صُناعه لم ينسوا أن يلقوا ببعض من الجدية والرسائل المغلفة للمشاهد مثل علاقة المسيحى بالمسلم وأن كلنا فى الأصل لا فارق بيننا، وأن النصيب والقدر قاهر للإنسان مهما تقدم به العلم، رسائل فى إطار كوميدى دون صراخ بالجدية.
السقا فى هذا الفيلم يعود ثانية إلى بداياته حين بدأ كوجه كوميدى مختلف عن زملاء زمنه هنيدى وعلاء وهانى رمزى، وأظن أن بابا كان استراحة للسقا من الأكشن واستراحة للمشاهد أيضاً.
درة جميلة ولكنها ممثلة متوسطة القدرات وهو ما كان مطلوباً منها فى هذا الدور وبالتالى نجحت فيه.
إدوارد وخالد سرحان نموذجان من الممثلين اللذان يؤكدان أن البطولة فى السينما ليست بحجم الدور وأن حب الجمهور وتقبله مرتبط بالموهبة وحسن الاختيار وليس بطول الظهور على الشاشة وإدوارد وسرحان الأكثر بروزاً فى هذا المثال.
فيلم بابا فيلم لطيف يتساءل الطفل جاى إمتى فلماذا تحملوه أكثر مما يحتمل فكوها ما تكلكعوهاش.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة