أصبح شباب الألتراس الأهلاوى «صداع» وبعبع يزعج مسؤولى الدولة الجديدة بعد هدوء الأوضاع السياسية نسبيا، وبعد عملية اقتحام اتحاد الكرة التى نفذها بعض الشباب الغاضب لبدء إجراءات عودة النشاط الكروى قبل القصاص من قتلة مذبحة بورسعيد.. تباينت ردود الفعل بين غاضبين مطالبين بالحزم والشدة مع الألتراس، وضرورة القضاء على هذه الظاهرة، وبين آراء أخرى تطالب بالجلوس مع هؤلاء الشباب والتفاوض معهم تجنبا للتصعيد وإمكانية سقوط ضحايا جدد.
والاختيارات كانت مقبولة للمفاضلة قبل البيان الأول الذى نشره الألتراس على «الفيس بوك» والذى أعلن بين سطوره التحدى وعدم الاعتراف بالدولة ولا مؤسساتها، وراح يفرض الوصايا على اتحاد الكرة، مطالبا باستبعاد قائمة هانى أبوريدة، أو على النادى الأهلى وأعضائه باستبعاد مجلس حسن حمدى، مع فتح النيران على الإعلامى أحمد شوبير لمجرد أنه تجرأ وعرض تجاوزات وتهور شباب الألتراس فى الجبلاية والمشهد المأساوى من حرق وسرقة، ثم تهديدات وتحذيرات ووصايا بعدم لعب السوبر المحلى ولا الدورى، فالاختيار الوحيد المقبول والمفروض حاليا هو المواجهة والحسم ووضع خطوط فاصلة بين جماهير تحترم القوانين، لها حق الاستمتاع والمشاهدة، وبين جماهير تفرض رأيها وتتحكم فى مقاليد الأمور وتفرض رأيها بالقوة.
فالدولة ومؤسساتها أمام تحدى الوجود بالمواجهة وفرض الهيبة ووضع كل فصيل فى مكانه وإعلاء كلمة القانون أو الخطر بالرضوخ للتهديدات والتحذيرات من الألتراس الذى تزداد سقف مطالبه يوميا أمام الأيدى المرتعشة من مسؤولى الداخلية الخائفين من المواجهة، حرصا على أرواح الشباب الذى يحتاج ضبط النفس والعودة للظاهرة الجميلة وكرنفالات الملاعب وترك ملف مذبحة بورسعيد للقضاء يقول كلمته بالعدل والقصاص الذى ننتظره جميعا.
الدورى يجب أن يعود والحياة تعود للملاعب والأندية لأنها استثمارات وبيوت مفتوحة وبوابة للكثير من الأنشطة السياحية والاقتصادية فى الدولة والعبث بهذا الشكل غير مقبول.
> يظل ويبقى أحمد شوبير من الإعلاميين أصحاب الفكر والرأى والجرأة مهما كانت الاختلافات حول صراعاته الشخصية، لأنه بالفعل من أشجع الإعلاميين الذين يواجهون القضايا ويكشفون الأسرار والخبايا دون خوف أو تردد، وهجوم الألتراس عليه وتهديده بالقتل شىء غير مقبول فى زمن الحريات بعد انتهاء عهد تكميم الأفواه ولا أرى مبررا لغضب الألتراس ضد شوبير الذى أذاع مشاهد وتجاوزات أثارت غضب واستياء الملايين بالمنازل وقال رأيه بكل وضوح عن ضرورة الحسم فى مواجهة هذه التجاوزات، وأرى الإعلامى الجرىء على حق بعدما اندهش وسخر من ثورة الألتراس ومهاجمة أنظمة الدولة بعد رحيل مبارك والعادلى والمشير الذين كانوا أعداء للألتراس الأحمر فى الزمن الماضى.
بلاغ شوبير للنائب العام منطقى، خوفا على حياته فى ظل حالة الفوضى والارتباك الأمنى وتنفيذ كل شخص لما يراه فى تفكيره من آراء بعد موجة الجرأة العشوائية التى تنتاب البعض من أصحاب السلوكيات المضطربة والعقول المريضة.
فلا تهتز يا شوبير.. زمن تكميم الأفواه انتهى ولا مكان للخوف فى القلوب، وعلى الألتراس الحفاظ على كيانه وصورته الجميلة التى بدأها فى مشاهد رائعة بالملاعب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة