محمد الدسوقى رشدى

دستور تفصيل.. على مقاس مين؟

السبت، 08 سبتمبر 2012 12:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرك السبب الحقيقى وراء تذكرى لهذه الكلمات التى وجدت من قبل بنفس المكان فى يونيو 2011، ربما السبب كامن فى المعارك الدائرة داخل الجمعية التأسيسية حول المادة الثانية والسيادة الإلهية وقرار الحرب وصلاحيات الرئيس ومن يملك حق حل البرلمان منفردا؟ وربما السبب قابع فى هذه الشخصيات التى تطل علينا تليفزيونيا بهزيان وهرتلة السنين ثم يصدمنا المذيع حينما يخبرنا أن صاحب الهزيان عضو بالجمعية التأسيسية لوضع الدستور؟ ربما هذا وربما ذاك.. وتلك عظمة «ربما» التى تمنحك فرصة للتعامل مع كل الاحتمالات.

كل هذا القلق المتعلق بالجدل غير المنطقى ودوران النقاش داخل جمعية وضع الدستور على طريقة عصور الظلام لم أجد له مبررا أو تفسيرا أو ردا سوى المجموعة التالية من المخاوف التى نشرتها هنا قبل أكثر من 13 شهرا، ووقتها كنا - أصحاب هذا الرأى - متهمين بتعطيل عجل الإنتاج.. اقرأ وتذكر وقارن وتحسر.

على «الفيس بوك» ينتشر مقطع فيديو بسيط بعنوان «يعنى إيه ترقيع الدستور؟»، لتظهر على الشاشة فتاة مش ولابد، يصحبها صوت يقول: «يعنى تبقى واحدة طول عمرها دايرة على حل شعرها»، ثم تظهر نفس الفتاة بفستان الفرح ومن خلفها عريس يصحبهما صوت يقول: «وبعملية بسيطة النهاردة عاوزين يجوزوهالك.. بتهيألى إنت تستحق أحسن من كده؟!.. قول لأ لتعديل الدستور».

رأى صناع هذا الفيديو واضح طبعا، بل ربما يكون أوضح وأوقح مما تتوقع، ولكنه فى النهاية يعبر عن قطاع عريض من أهل النخبة وشباب الثورة على وجه التحديد، وبناء على ما فعله استفتاء 19 مارس الشهير بالمصريين يكون هؤلاء هم أصحاب «لا»، أما أصحاب «نعم» فهم يرون أن الانتخابات أولا تأتى بالاستقرار وتدفع عجلة البلد للدوران.

التعديلات التى تمت الموافقة عليها تعنى أن مصر مازالت تسبح فى بحر دستور 71 بكل أمواجه، وأى قراءة متأنية لنص التعديل الدستورى الخاص بتشكيل هيئة تأسيسية لصياغة دستور جديد بعد الانتخابات ستكشف أن الدستور الجديد سيتم تفصيله على يد ترزى أو مجموعة من الترزية يتوافق عليهم الرئيس والبرلمان الجديدين، والانتخابات السريعة القادمة لا تضمن لنا كفاءة الواصلين لأى مقاعد انتخابية.

ستقول: إن البرلمان والرئيس القادم لن يفعلوا ذلك لأن شرعية ثورة 25 يناير أصبحت أقوى من الجميع، وإن ميدان التحرير موجود، وستقول إن أغلب المرشحين لديهم رؤى ديمقراطية وتنطلق على ألسنتهم تصريحات رائعة لمستقبل ديمقراطى مشرق.. وكلامك السابق يا عزيزى يشعرنى بحسن نواياك، ولكن للأسف هذا ليس زمن النوايا الحسنة، وللأسف هذا الشعب متمرس فى مسألة حسن النوايا ويدفع دائما ثمنها غاليا، ففى عام 1971 وعد السادات بأنه لن يبقى فى الرئاسة أكثر من مدتين، ونام الشعب فى حضن نواياه الحسنة حتى طغى السادات لدرجة أنه فكر فى اعتقال مصر بأكملها، وفى 1981 قالوا: إن مبارك طيب وروتينى وموظف بسيط يسمع بإنصات ووعد بمحاربة الفساد وعدم تمديد فترة رئاسته عن مدتين، ونام الشعب فى حضن نواياه الحسنة مرة أخرى حتى طغى مبارك ولزق فى الكرسى لمدة 30 عاما، ولم يخرج إلا بدم أكثر من 500 شهيد، هل رأيت ما الذى يفعله تأجيل عمل اليوم إلى الغد؟ هل رأيت نتيجة النوم فى حضن النوايا الحسنة؟ الأمر بسيط يا صديقى وملخصه يقول دستور جديد فى اليد خير من ألف وعد بدستور أجدد منه فى المستقبل، وبشكل أكثر بساطة وتلخيصا وبالبلدى كده يبقى اللى اتلسع من مبارك والسادات ينفخ فى أى رئيس قادم حتى لو كان قد شارك فى مظاهرات 25 يناير لمدة خمس دقائق!

ملحوظة:
هكذا كنا نفكر قبل عام من الآن، نؤجل أعمال اليوم للغد وما بعد الغد ونحمل ميدان التحرير ما لا طاقة له به، ونعيش فى وهم أن المد الثورى باقى والجماهير واقفة على أقدامها فى انتظار إشارة تنظيم مليوينة ضغط جديدة، فلا الميدان عاد حاضرا ولا الجماهير تريد مليونيات جديدة ولا القوى السياسية نزلت إلى الشارع لتعرف ما الذى تريده الجماهير على وجه التحديد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة