بينما يحتدم الجدل بين جماعة الإخوان المسلمين ومعارضيها حول «أخونة الدولة»، اختصر عشرات من عمال مصنع أسمنت طرة وحلوان هذا الجدل، وذهبوا مباشرة إلى مكتب إرشاد جماعة الإخوان بالمقطم يوم الأربعاء الماضى، للتظاهر احتجاجا على عدم صرف إدارة الشركة الإيطالية التى يتبعها المصنع لمستحقاتهم المتأخرة.
لم يذهب المتظاهرون إلى قصر الاتحادية مقر رئيس الجمهورية، ولم يتظاهروا أمام مقر مجلس الوزراء حيث إقامة الحكومة، ولم يتظاهروا أمام مقر اتحاد العمال، وهو تصرف يعبر عن أن هؤلاء دار فى خلدهم، أن مركز اتخاذ القرار ليس فى الأماكن التى من الطبيعى أن يتظاهروا أمامها، وإنما فى مكتب إرشاد الجماعة التى ينتسب إليها رئيس الجمهورية قبل انتخابه.
وحسب ما جاء فى «اليوم السابع»، قال محمد السيد سحوت عضو اللجنة النقابية بشركة أسمنت طرة: «عندما سألونا لماذا جئتم إلى مكتب الإرشاد، قلنا أن هذا هو بيت العائلة، ولجأنا إليه بعد إغلاق جميع الأبواب فى وجوهنا»، وأضاف: «أن وفدا من أعضاء اللجنة النقابية قدم مذكرة تتضمن مطالبهم إلى الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة، وأنهم حصلوا على وعد بأن يرفع بديع المذكرة إلى الرئيس محمد مرسى لحل المشكلة»، وانتهى الموقف بهتافات رددها المتظاهرون: «يا بديع يا بديع من غيرك حقى هيضيع» و«لا إله إلا الله المرشد حبيب الله» و«يا خيرت يا الشاطر.. إحنا جينا لك خليك فاكر».
لجوء المتظاهرين إلى مكتب الإرشاد، قد يحمل دهاء من صاحب هذه الفكرة، الذى قد نلتمس له العذر فى أن تقاعس الجهات الأخرى هو الذى دفعه إلى ذلك، معتقدا بأن حل المشاكل لن يأتى إلا عبر المرور على «المقطم»، وتحويل هذا الاعتقاد إلى عمل ملموس على الأرض، من شأنه أن يدفع آخرون إلى اتباع نفس النهج، فنرى مظاهرات لفئات أخرى أمام مكتب الإرشاد، مما يكرس الاعتقاد بأن مقر «الاتحادية» هو مجرد فرع تابع لمقر رئيسى كائن فى المقطم.
هل سيكون ذلك تعبيرا عن «الأخونة»؟، ربما، لكن الأهم منه هو أن تلك المظاهرات المحدودة، إن لم تقابلها حلول جذرية فى اتجاه العدالة الاجتماعية ستتحول إلى مظاهرات أكبر وأخطر، وهو ما يستدعى النصيحة للقائمين على الأمر: «انتبهوا».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة