فى التسعينيات كان لقائى الأول مع الدكتور عصام العريان رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة فى مجلس الشورى وقتها كان الرجل ساحرا فى كل شىء فى كلامه وطرحه للقضايا بموضوعية وبالبراهين، قابلت الدكتور العريان فى دار روز اليوسف حيث كان الزميل محمد عبدالقدوس يقيم احتفالية لوالده الأستاذ إحسان عبدالقدوس وحضرها الدكتور أسامة الباز المستشار السياسى للرئيس المخلوع وتحدث العريان عن «حماس» باعتبارها محررة القدس ولكن الدكتور الباز رد عليه أن حماس صناعة إسرائيلية ولكن العريان رد عليه وقال «إن حماس هى أمل الأمة فى تحرير فلسطين وسوف تحررها رغم أنف الأمريكان والإسرائيليين والنظام».
زاد إعجابى بالرجل لسنوات طويلة ولكن بعد انتفاضة يناير واستيلاء الإخوان على الحكم فى مصر والرجل انقلب على نفسه لم يعد العريان كما كان متواضعا هادئا يملك ناصية الحوار كما كان فى الماضى وأصبح يشبه إلى حد كبير رجال نظام مبارك بداية من استخدام الهجوم السياسى حتى طرحه للأفكار الغريبة والصادمة مع المصريين، ولم يعد يتحمل أى نقد له ولجماعته ودخل فى معارك مع معظم الإعلاميين وأبرزها ماحدث مع الإعلامية جيهان منصور.
وربما نغفر للعريان كل شىء إلا سقطته الأخيرة حول دعوته لليهود الصهاينة ذوى الأصول المصرية والمتواجدين بالأراضى الفلسطينية المحتلة العودة إلى مصر واسترداد أملاكهم، التصريح الغريب للدكتور العريان كان مثار سعادة لكل وسائل الإعلام الإسرائيلية بل وصل الأمر إلى قيام طوائف يهودية بإرسال برقية شكر للعريان وللرئيس على تصريحات الأول وبصراحة ما قاله العريان هى ليست زلة لسان بل كلام حقيقى يجب أن يعتذر عنه العريان لأن ما قاله كارثة سياسية، وإذا أراد العريان أن يكون صديقا لليهود فليس على حساب تلويث أرض مصر بيهود ذبحوا أسرنا فى حروب 48و56و67 و73، يهود بيننا وبينهم دم، وإذا أراد العريان أن يجامل الأمريكان واللوبى اليهودى فى أمريكا فليس على حساب شعب مصر الذى يرفض هذه المجاملات التى لا تؤدى إلا لطريق واحد هو التطبيع مع العدو الصهيونى، يا دكتور عصام وإذا كنت تريد العيش مع اليهود فلتذهب أنت إليهم فى دولة العدو الإسرائيلى وعيش بينهم لأننا نرفض وجود أى يهودى اغتصب الأرض والعرض يا دكتور عريان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة