«أهم أمر فى القيادة المثالية أن تبادر بالقيام بالفعل حتى يسهل على الآخرين تطبيقه»، تلك هى مقولة رئيس أوروجواى «خوسيه موخيكا»، الذى تولى حكم بلاده فى مارس 2010، وشقت سمعته بلاد العالم بسلوكه الشخصى والسياسى.
حين ترى موكبا للرئيس مرسى تسير فيه أكثر من 30 سيارة، فابحث عن «خوسيه موخيكا» على «جوجل»، لتعرف أن هناك رئيسا يحتفظ بسيارته القديمة ماركة «فولكس واجن»، وثمنها لا يزيد على 1940 دولارا، ويقول عنها إنها أغلى شىء فى حياته.
بين رؤساء دول العالم من هو أعلى دخلا فى راتبه، لكن «موخيكا»، يفتخر بأنه الأفقر بين رؤساء العالم، فهو يحتفظ لنفسه فقط بـ«1250» دولارا شهريا، ويتبرع بباقى المرتب «12 ألفا و500 دولار» لصالح الأعمال الخيرية، ومبرره فى ذلك أن هذا يكفيه ليعيش حياة كريمة، خاصة أن العديد من شعبه يعيشون فقراء، وفوق هذا لا يملك «موخيكا» حسابا مصرفيا وليس عليه ديون، أى مرتاح البال، ولا يطارده أرق الثروة والمال.
يعيش فى بيته الريفى مع زوجته، ويرفض العيش فى أى قصر رئاسى، ولا يخضع لأبهة الحراسة، فمن يعيش مثل سلوكه لا يكون مطاردا من الآخرين، ولأجل فقراء شعبه يوفر النفقات الخاصة التى تتحملها خزينة الدولة من الحراسات الخاصة به، ومواكب السيارات التى تسير وراءه.
حصيلة ما يفعله «موخيكا»، أن بلاده أصبحت طبقا لمنظمة الشفافية العالمية، من أقل بلدان العالم فسادا فى أمريكا اللاتينية، والمؤكد أن انخفاض معدل الفساد جاء من سلوك الرئيس أولا، فالفساد لا يحارب بالشعارات وفقط، وإنما بآليات جادة، ونهج سياسى محترم، وقيادات ترعى ربها فى ثروات بلادها، وحالة مثل أوروجواى تغزو العالم بسمعة رئيسها، وليس بسمعة حصار لمحكمة دستورية، وحصار لمدينة إنتاج إعلامى، وغارات ليلية على مقر حزب معارض، وتهديد لمؤسسات صحفية.
لا أكتب جديدا عن الرئيس «خوسيه موخيكا» وسلوكه، لكنك أمام رجل من غير دينك، لكنه يفرض عليك احترامه، وحين تطالع ما يفعل ستدفعك المقارنة حتما بين ما يحدث عندنا، وما يحدث هناك، ستدفعك الحالة إلى السؤال: «لماذا يضرب الفساد كل شىء عندنا، رغم كل هذا الحديث من شيوخ الفضائيات وكل هذه اللحى؟».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة