كل يوم يمر دون رأب الصدع بين مصر والإمارات يمثل خسارة ضخمة لا نتحملها ولا يتحملها الأشقاء فى الإمارات، كما يمثل تهديدا بتشكيل معسكر عربى رافض لنظام الحكم الجديد فى مصر لا لشىء إلا لأن الشقيقة الكبرى مصر لم تستطع التعامل بحسب ما يمليه دورها ومكانتها مع الدول العربية، أو حتى بمنطق المنفعة وتحقيق المكاسب.
النظام المصرى تجاهل الشروخ والجفوة فى العلاقات مع الإمارات وسمح لمن فى مواقع المسؤولية ومن ينتمون لجماعة الإخوان أن يطلقوا التصريحات العدائية ضد دولة الإمارات لمجرد أن أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق وعددا من المسؤولين السابقين لجأوا إلى دبى بحكم مصالحهم المالية أو السياسية، بل تجاوزت بعض قيادات الإخوان إلى الحديث عن مؤامرة لقلب نظام الحكم فى مصر تنطلق من مراكز ثلاثة إحداها دبى.
مثل هذه التصريحات بدت غير مسؤولة وغير مكترثة بطبيعة العلاقات التاريخية بين البلدين ولا بحجم المكاسب والخسارات، ولم يكلف أحد الذين هاجموا الإمارات وصنفوها فى معسكر الأعداء للنظام المصرى الجديد، أن يبحث عن عدد المصريين العاملين هناك، أو حجم الاستثمارات الإماراتية الحالية أو المحتملة، وتم التعامل مع الملف الإماراتى بخفة شديدة على غرار تعامل النظام مع المعارضين بالداخل، إما بتصور إمكانية فرض سياسة الأمر الواقع أو بمنطق التجييش وإطلاق التصريحات التى لا يسمعها إلا الأنصار والمؤيدون، بينما الواقع يقول إننا نطلق النار على أقدامنا.
الأزمة الأخيرة التى عرفت باسم ازمة التنظيم الإخوانى فى الإمارات كشفت ارتباكا مصريا فى التعامل مع الملف الإماراتى ينضاف إلى سوء الإدارة، وبدلا من تكليف الخارجية بمتابعة الموقف، إضافة إلى مجموعة الملفات الشائكة الأخرى بين البلدين، أوفدت الرئاسة عصام الحداد مساعد الرئيس وعدد من المسئولين للمطالبة بالإفراج عن المصريين المتهمين فى التنظيم الإخوانى بحسب الادعاء الإماراتى، بدلا من البحث عن تسوية سياسية وتذويب للجليد بين البلدين، أو حتى بحث ملفات جميع المصريين المحتجزين، وهو ما أثار موجة انتقادات عنيفة للوفد المصرى، وبدا وكأنه لا يبحث إلا عن أمن وسلامة المنتسبين لجماعة الإخوان.
على الإدارة المصرية أن ترتفع عن الخلافات البسيطة وأن تتعامل بمنطق الدولة مع الأزمة الإماراتية، لا أن تتركها للهواة ومحدثى السياسة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة