«المنصب قد يصنع عملاقا بين الأقزام، ويضيع المنصب فى يوم وتدوس عليه الأقدام» لا أعرف لماذا تذكرت هذا البيت الرائع لشاعرنا الكبير فاروق جويدة وأنا أقرأ حوار المستشار أحمد مكى وزير العدل فى جريدة الشروق الأربعاء الماضى، هذا الحوار الذى أصابنى بخيبة أمل جديدة فى المستشار أحمد مكى الذى تلونت تصريحاته وأفعاله منذ أن جلس على كرسى الوزارة وأصيب بنفس أمراض السلطة التى كانت تصيب وزراء عصر المخلوع، فتارة نجده يطالب بضرورة عودة قانون الطوارئ، وأخرى يقدم مشروع قانون لكبت الحريات والإعلام.
بعد قراءتى للحوار أصبحت على يقين أن من يحكمون مصر الآن لا يريدون خيرا لأهلها، لقد تصورنا أن يكون سيف العدل للمستشار أحمد مكى لشعب مصر لتحقيق العدالة الاجتماعية ولنشر الحرية، ولكننا اكتشفنا أن وزير العدل يشهر سيفه لقطع رقابنا جميعا، تارة يطرح مشروع قانون الطوارئ وتارة أخرى بقانون حجب المعلومات، واستمر مكى فى عدائه للشعب ودخل فى حروب مع المجتمع كله بداها مع القضاة ثم الصحفيين والمحامين، ومنظمات المجتمع المدنى وشباب الثورة ولم يعد له من الرفقاء إلا أصحاب السلطان، ويبدو أن هذا لا يهمه، فمادام المرشد والرئيس يرضيان عنه فلا يهمه أحد حتى لو كان الشعب المصرى كله، المهم أن يخرج الرضا من قصر «الاتحادية والمقطم».
المستشار أحمد مكى الوزير الذى فقد ظله والذى كان قبل سقوط مبارك أحد صقور الحق على الباطل ولكن بعد أن ذاق حلاوة المنصب تبدل وتغير وأصبح شرسا مع الجميع وبصفة خاصة الإعلام والصحافة، فهو يقول عن الصحفيين: «إن بعضهم مصاب بمرض وآفة عقلية، وفكرهم معقد، وإنه كان الأولى بالصحفيين أن يشكروه على القانون بدلا من مهاجمته».. هل هذا يليق بوزير جاء بعد خلع الطاغوت مبارك؟ وهل يستحق الإعلام من المستشار مكى هذه الحملة من الهجوم المنظم والذى بدأ منذ أن تخلى عن رفاقه من القضاة بالموافقة على الإعلان الدستورى الأسود الذى أصدره رئيسه الإخوانى الدكتور محمد مرسى، وزير العدل وعدو الإعلام الأول لم يكتف بالموافقة على إهدار مرسى للسلطة القضائية، بل لم يعترض على ذبح كل المؤسسات وعلى رأسها المحكمة الدستورية العليا، فهل تعود إلى رشدك يا سيادة المستشار أم ستواصل هجومك على كل صاحب قلم أو صاحب رأى؟ سؤال ننتظر إجابته من وزير العدل عضو «تيار استقلال القضاة سابقا».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة