عادل السنهورى

«الصحفيين العرب» وهزيمة الإخوان

الأحد، 13 يناير 2013 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خسارة مصر فى زمن الإخوان لمنصب رئاسة اتحاد الصحفيين العرب مؤشر خطر لما قد يحدث عند كل انتخابات للاتحادات والنقابات والهيئات العربية، وفقدانها لدورها القيادى والريادى على المستوى العربى، فما حدث فى انتخابات اتحاد الصحفيين العرب يؤكد أن موقف نقابات وجمعيات الصحافة العربية الرافض لهيمنة الإخوان ممثلة فى نقيب الصحفيين المصريين الزميل ممدوح الولى المنتمى للجماعة قابل للتكرار فى حالة إصرار تنظيم الإخوان على ترشيح أحد كوادرها فى النقابات المهنية فى انتخابات عربية قادمة، وبالتالى تفقد مصر مجالها الحيوى التاريخى الذى لم تتخل عنه منذ الستينيات عند بداية تشكيل النقابات والاتحادات والجمعيات العربية كأحد أشكال التضامن والتوحد العربى بآلياته المختلفة.

فلأول مرة تفقد مصر ونقابتها القائدة والرائدة فى عالمها العربى منصب رئاسة اتحاد الصحفيين العرب منذ إنشاؤه فى زمن الوهج القومى وزعامة مصر العربية فى عام 64، بعد أن انتقلت الرئاسة من مصر إلى الكويت وفوز الكاتب الصحفى الكويتى المحترم أحمد يوسف البهبانى رئيسا للاتحاد الخميس الماضى، رغم محاولات قيادات إعلامية إخوانية وتحديدا السيد وزير الإعلام المتولى صلاح عبدالمقصود التفاوض مع وفود نقابات وجمعيات الصحافة العربية والجلوس معها لإقناعها بانتخاب الولى، وظن أن إغراء الوفود بموافقة الرئيس محمد مرسى على اللقاء بها سيدفع رؤساء الوفود عن التراجع عن موقفها من عدم اختيار ممدوح الولى لمنصب اتحاد الصحفيين العرب.

وحسب المعلومات أن عددا من نقباء ورساء جمعيات الصحفيين فى الدول العربية تحدثوا مع الوزير والوفد المصرى وطلبوا منهم إقناع الولى بالتخلى عن ترشحه لمنصب الرئاسة وأن تتقدم نقابة الصحفيين المصريين بشخصية إعلامية مصرية أخرى من خارج جماعة الإخوان يجمع عليها باقى الوفود، لكن يبدو أن التعليمات من المقطم كانت صارمة والعناد بلغ حده الأقصى بالإصرار على الترشح حتى يكون الفوز بالمنصب هدية لنظام الحكم الجديد فى مصر والرد على المشكيين فى انحسار دور مصر العربى وتراجع دورها القيادى فى المنطقة العربية.لذلك جاءت الصدمة من الوفود العربية ولقنت الجماعة ومرشحها درسا قاسيا ومؤلما فى الوقت ذاته للجماعة الصحفية فى مصر وللمصريين.

عضو بارز فى وفد إحدى الدول الخليجية اتصل بى معربا عن أسفه لعدم فوز مصر الشقيقة الكبرى بالمنصب وأخبرنى أن غالبية الوفود العربية أصابها الحزن أيضا، ولكن إصرار الولى ووزير الإعلام الإخوانى جاءت نتيجته طبيعية وكارثية، ولكنها ليست هزيمة لمصر وإنما درس للإخوان.

مصر سوف تحصد ثمار سياسة الإخوان الغامضة والمتوترة فى علاقاتها العربية ونزيف المناصب القيادية بدأ من اتحاد الصحفيين العرب.. والبقية تأتى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة