فى الوقت الذى كان فيه وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى يجرى مباحثاته فى القاهرة يوم الخميس الماضى، كان هناك مؤتمر ينعقد بعنوان «أحواز إيران»، وفيما قال وزير الخارجية الإيرانى أن «مصر شيعية، وإيران سنية»، مرجعاً ذلك إلى اشتراك الشعبين فى محبة آل البيت، كان المشاركون فى المؤتمر، يتهمون إيران بالعمل على نشر المذهب الشيعى فى المنطقة.
كان لزيارة «صالحى» طعم سياسى، ففيها كانت قضايا الوضع فى سوريا، وقضايا إقليمية أخرى، تتقاطع فيها مصالح القاهرة وطهران، أما المؤتمر فكان له بعد مذهبى يتعلق بتصورات أهله حول صراع «السنة والشيعة»، وبين الحالتين يمكن قول الكثير فيما يتعلق بتأثير العلاقات المصرية الإيرانية، على العلاقات بين قوى الإسلام السياسى فى مصر على المدى الطويل، وتأثير ذلك على تحالفاتها الانتخابية للبرلمان فى المدى القريب.
استدعى المؤتمر دون مقدمات قضية «أحواز إيران»، والأحواز يسكنها 2% من إجمالى عدد سكان إيران «78 مليون نسمة»، وينتسبون إلى قبائل عربية، وتقع على رأس الخليج بالقرب من جنوب العراق والكويت، ويخوضون نضالا يعود إلى عام 1925 للحفاظ على هويتهم العربية، ويتحدثون عن أن حكومة طهران تحرمهم من خيرات أرضهم التى تنتج نحو 85% من البترول والغاز الإيرانى، وتمد إيران بنحو 35% من المياه.
منظمو المؤتمر أحزاب سلفية، تقدمهم حزب الوطن الذى ألقى رئيسه الدكتور عماد عبدالغفور كلمة ملتهبة، بالإضافة إلى الجماعة الإسلامية، التى قالت إنها تشارك فيه رداً على ما أسمته بـ«نشر المذهب الشيعى فى البلاد العربية»، والملاحظ أن جماعة الإخوان لم تشارك.
انعقاد المؤتمر فى مثل هذا التوقيت، وإثارته لقضية ليست على أجندة القوى المشاركة فيه، يعطى دلالة قاطعة على أن هناك خطا أحمر لدى السلفيين والجماعة الإسلامية فى تقارب مصر وإيران، وبرغم تقارب «الإخوان» من هذا المبدأ فى الماضى، فإن «الجماعة» تبدو الآن فى موقف مغاير بحكم عوامل إقليمية ودولية، وفى حال حدوث هذا التقارب، سيتحول ترتيب خريطة تحالفات قوى الإسلام السياسى فى مصر، حيث تبقى جماعة الإخوان وحيدة، فى مقابل اصطفاف «سلفى»، وليس من المستبعد أن نرى آثار ذلك فى الانتخابات البرلمانية القريبة، بتعدد قوائم قوى الإسلام السياسى، وتكون إيران كلمة السر فيها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة