أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

جزاء العريفى

الإثنين، 14 يناير 2013 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قل لى بالله عليك، لماذا يجد الدكتور محمد العريفى نفسه، وهو العالم الشهير، فى موقف الدفاع ضد سيول الانتقادات وأحيانا التجاوزات، لمجرد أنه استجاب لدعوة شيخ الأزهر بالحضور إلى مصر والخطابة على منابرها؟

العريفى لم يفعل إلا أن أعلن عن محبته لمصر وللمصريين وأظهر تعاطفه معها وأبدى معرفته بتاريخها العريق ومواقف أهلها من العلماء والصناع والمهنيين فى الوقوف إلى جانب الشعوب العربية، منطلقا فى موقفه هذا من إيقاظ الهمم بما يمثله أن يكون الواحد مصريا، يحيا على أرض النيل. فهل اقترف العريفى ذنبا يستدعى المحاسبة أو اللوم لمجرد أنه كان كريما فى الترويج لمصر حاضرها ومستقبلها؟

حماس العريفى لمصر وأهلها جعل عيوننا تدمع وهو يردد على منبر عمرو بن العاص أسماء العلماء المصريين الذين كان لهم السبق فى إمامة الحرمين النبوى والمكى، ومنصات القضاء ومؤسسات العلم والتعليم ليس فى السعودية وحدها بل فى جميع البلاد العربية، فكأنما وضع مرآة كبيرة تظهر ما وصلنا إليه من انحدار وتراجع فى جميع المجالات وما ارتفع إليه الأشقاء العرب من مدنية وتطور.

كان العريفى يخاطب المصريين الذين أرهقتهم البطالة وارتفاع الأسعار ومواجهة عجز الدولة عن توفير الحد الأدنى من الستر والرعاية الصحية والاستقرار النفسى، فينبههم إلى أن ما يعانونه الآن ما هو إلا مجرد لحظات قاحلة فى تاريخهم العريق، مذكرا إياهم بالزمن الذى كانوا يطعمون فيه حجاج بيت الله من شتى بقاع الأرض من خلال التكية المصرية بمكة، وكأنه يذكرهم بقوله تعالى «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون».

واضطر العريفى تحت وطأة التعليقات السخيفة أن ينفى عن نفسه ما لم يكن بحاجة إلى نفيه، مؤكدا أنه لا ينتمى إلى جماعة الإخوان، وأن مجيئه إلى مصر لم يكن إلا بناء على دعوة من شيخ الأزهر، مشيرا إلى أنه لم يصف ثوار 25 يناير بالمخربين، وأنه يبذل جهده لتقديم النصح إلى أولى الأمر فى بلاده، ردا على من ضاق بدعوته المصريين للتوحد ونبذ العنف والفرقة، مطالبا إياه بإصلاح بلده أولا.

إن أكثر ما يخيفنى فى الانتقادات والتجاوزات التى تلقاها العريفى، هى افتقادنا للقدرة على الاستجابة أو التكتل وراء أى فكرة أو دعوة إيجابية، وعدم تصديق إمكانية النهوض أو استنفار الهمم بسبب الغرق فى موجات الانقسامات والحروب السياسية الصغيرة التى يتغافل أبطالها عن تقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية ولو مؤقتا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

هاني الأهلاوي

الأوزاغ و الذباب ..

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالرحمن

كلام جميل

كلام اكثر من رائع..احسنت.

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر

جزاك الله خيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

wael

جزاك الله خيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

أحسنت صنعا

أحسنت صنعا

عدد الردود 0

بواسطة:

ADEL

جزاك الله خيرا

كلام رائع..احسنت.

عدد الردود 0

بواسطة:

ملتزم مؤدب بهههههههههههههههدوء

التوصيف الصحيح؛أن هؤلاء ضاع منهم الأسوه والقدوه والدين حتى أباهم المهان لم يعد بقدوه

عدد الردود 0

بواسطة:

عنتر يس

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

عدد الردود 0

بواسطة:

ملتزم مؤدب

الخطر الكبير؟ أن التوافه من الصغار صاروا يتصدرون المشهد بمباركتكم وتدليلكم وتستركم

عدد الردود 0

بواسطة:

مسيحي

احي هذا الشيخ الجليل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة