إبراهيم داود

هزيمة فى الوقت المناسب

الإثنين، 14 يناير 2013 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
> فى الوقت الذى تحدث فيه رئيس الوزراء مع مثقفى المجلس الأعلى للثقافة عن أهمية الثقافة، وكيف صنعت مجد مصر، كان رئيس جامعة المنوفية ويدعى أحمد زغلول قد أصدر فرمانا سيذكره التاريخ، يحظر الموسيقى والاستعراضات الفنية فى العروض المسرحية بالجامعة «إلا للضرورة»، وعدم الاستعانة بنصوص لمسرحيين أجانب وبمخرجين من الثقافة الجماهيرية، والاقتصار على المسرحيين العرب المشهورين، وعدم الاستعانة بنصوص سياسية أو بها إيحاءات سياسية أو إسقاط سياسى، أحمد زغلول يعمل لا شك فى بلد غير مصر، بلد يكره المسرح والموسيقى وشكسبير ويونسكو وأونيل وأبسن وبيكيت، وفى إقليم يجب أن يعاقب لأنه لم يصوت للدولة الدينية ولم يقل نعمين للدستور، وبالتالى يجب أن يحرم من العمل فى السياسة والفن والغناء والإبداع بشكل عام، رئيس جامعة المنوفية له لا شك كفيل يعمل عنده وينفذ أوامره، الفرمان الزغلولى جاء فى الوقت المناسب، لكى يبدأ شباب الجامعة الفنان بروفات أخرى على خشبة أوسع لعرض، ينتصر على ضيق الأفق، ينتصر لمصر المبدعة التى يعرف شبابها قدرها، ينتصر للخيال الجامح الذى لن يوقفه موظف طالبانى أعطاه النظام الجديد فى المحروسة مكتباً مكيفاً فى شبين الكوم.

> الأخبار والتصريحات التى تتناقلها الصحف، تجعل الواحد محاصراً وغير قادر على الفرز، وربما تشعره أنه يعيش فى زمن آخر أو أنه يشاهد مسرحية هزلية تتسق مع قناعات رئيس جامعة المنوفية، فعندما تقرأ فى الجمهورية مثلاً، أن مسجل خطر إسكندرانيا ادعى أنه يقوم بسرقة كشافات الإنارة على الطريق الصحراوى لمساعدة الحكومة على توفير الكهرباء، لأن الكشافات مضاءة طوال النهار، ستبتسم، وتقول كما قالت الجريدة إنه لص ظريف، ولكنك إذا قلت إن الحكومة تفعل مثل هذا اللص، وتسرق أعمار وأرواح المصريين لتضىء الطريق أمام صندوق النقد الدولى، سيقال لك إن دمك ثقيل، وعندما تقرأ كلام وزير الإعلام للجريدة نفسها عن المجلس الوطنى للإعلام «سيكون له رئيس وقد يكون بدرجة وزير، وسيتكون من أعضاء مختلفين، وسيضع ميثاق الشرف الإعلامى ليحتكم إليه جميع الإعلاميين» ستتأكد أن صلاح عبدالمقصود فيلسوف، أهم من الذى قال الحكمة الشهيرة «اللى سرق البهايم إما واحد من بره البلد أو من جوه البلد»، وتؤكد ما قاله عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية (الذى أجلس وزير الخارجية فى البيت) على صفحته على «الفيس بوك» إن مؤسسة الرئاسة آلت على نفسها ومنذ توليها المسؤولية فى يوليو 2012 أن تعمل بكل جد على رعاية مصالح المصريين فى الداخل والخارج.. نحن نعيش أزهى أيام التطجين، محافظ الشرقية المستشار حسن النجار قال لـ«المصرى اليوم» إن من يدعون أنهم سياسيون يطالبون بتحقيق العدالة، شرذمة تسعى إلى تحقيق مصلحة شخصية بعيداً عن مصلحة البلاد، والقوى الليبرالية المعارضة ليس لديها أى أدوات شرعية للتعامل مع الحكومة، والدليل على ذلك هروبهم الدائم من دعوة الرئيس لهم للحوار الوطنى، أحلى كلام من أحلى مستشار فى أحلى محافظة، ويتسق مع خيال فريد إسماعيل عضو المكتب التنفيذى للحرية والعدالة الذى قال: «إن حماية مقار الجماعة والحزب مسؤولية وزارة الداخلية، وإنه بعد تغيير وزير الداخلية السابق لن تتعرض مقار الجماعة لأى اعتداء وستكون مؤمنة من الخارج تماماً»، ويتسق مع كلام المهندس أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط الذى قال قبل يومين فى المنيا «إن الدستور الجديد حائط صد ضد التطرف العلمانى والإسلامى، وإن صياغته جاءت لصالح الوطن والشرعية وليس مصلحة جماعة الإخوان المسلمين»، وتتسق مع مقولة المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأمريكى برادلى فى المؤتمر الصحفى بعد الهزيمة المهينة أمام غانا بثلاثة أهداف: «إن الهزيمة أمام غانا ثقيلة.. ولكنها جاءت فى الوقت المناسب».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة