طوال فترة السبعينيات.. وبعد تصالح الرئيس الراحل أنور السادات مع تيار الإسلام السياسى، والإفراج عن قيادات الإخوان المسلمين من السجون، وتوظيفهم لمحاربة التيار الناصرى واليسارى، لم تجد تلك القيادات وسيلة لتشويه المرحلة الناصرية سوى بالطعن فى تدين وإسلام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، واتهامه بالكفر والإلحاد ومعاداة الدين، لأنه ألقى بقيادات الإخوان فى غياهب السجون على خلفية الصراع السياسى بين الجماعة وثورة يوليو، حملة التشويه استمرت بعد ذلك ومازالت حتى الآن، رغم كل ما فعله عبدالناصر لخدمة الدين الإسلامى فى مصر والدول العربية والإسلامية، وهو إنجاز لا ينكره إلا حاقد وجاهل وفاقد للوعى.
ما قام به الزعيم الراحل من أجل الإسلام كثير -تابع المنشور فى الصفحة الثانية-، ولكننا سنقدم شهادات منصفة من قيادات إخوانية عاقلة، ومنصفة فى تدين الرجل وغيرته على الإسلام.
المرحوم الدكتور عبدالعزيز كامل أحد المفكرين الإسلاميين، وعضو التنظيم الخاص بجماعة الإخوان، ووزير الأوقاف الأسبق، يقول فى مذكراته: «لم يكن جمال عبدالناصر معاديا للدين، ولم يكن ملحدا، بل كان أقرب حكام مصر فهما لروح الدين ودوره فى حياة الشعوب، وأهمية إضفاء المضمون الاجتماعى فى العدالة والمساواة عليه»، ويؤكد: «كان عبدالناصر مسلما، شديد التدين فى حياته الخاصة وفى تصرفاته العامة، بل إن الدين أحد المقومات الشخصية الأساسية فى شخصيته، فقد كان رحمه الله متخففا فى طعامه، وطاهرا فى شرابه وبيته، محافظا على عبادته»، ويذكر كامل أن عبدالناصر كان يحرص على صلاته بشدة ففى زيارته الاتحاد السوفيتى، اقترب موعد صلاة الجمعة، وكان فى مباحثات مع القادة السوفيت، فطلب إيقاف المباحثات واستعد للصلاة وذهب ليؤديها مع أخوته
ويحكى الشيخ العلامة أحمد حسن الباقورى القيادى الإخوانى الكبير، وأول وزير أوقاف فى عهد ثورة يوليو، كيف أن جمال عبدالناصر كان مسلما «متدينا» شديد الإيمان إلى حد أنه فى مؤتمر «باندونج» عام 1955، أصر على أن يظل صائما طوال شهر رمضان، ورفض استخدام الرخصة الشرعية التى تعطيه حق الإفطار، والتى استخدمها الشيخ الباقورى نفسه، فأفطر. يقول شيخنا الجليل الباقورى «حين بدأ شهر رمضان فى مدينة باندونج، فقد رأينا الجهد الذى كنا نبذله فى شهور المؤتمر، وما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام فى السفر، وأخذا بالرخصة أفطرت، ولكنه آثر الصيام، رحمة الله على الزعيم الراحل المسلم الحقيقى فى ذكرى ميلاده الـ95.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة