لا أدرى كيف سيكون موقف الرئيس محمد مرسى من كل ما سيجرى يوم 25 يناير القادم لو أصرت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الخروج لنفس الميادين التى ستخرج إليها القوى السياسية المعارضة لكل سياسات الدكتور مرسى وجماعته وأنصاره من السلفيين، خاصة أن هناك قوى سياسية كثيرة لا تريد أن يجمعها شارع أو ميدان مع جماعة الإخوان باعتبارها الخصم الحقيقى لها وأنها المسؤولة عن إفساد الحياة السياسية منذ أن تولى الدكتور محمد مرسى حكم البلاد، وأن الرئيس وجماعته أخلفوا كل وعودهم التى قطعوها على أنفسهم لكل القوى السياسية، حيث أقسموا على كتاب الله أنهم لن يخذلوا التيارات السياسية التى ساندت الدكتور مرسى فى جولة الإعادة أمام أحمد شفيق.
ولا أدرى ماذا لو وقع صدام لا قدر الله بين الإخوان والقوى السياسية فى هذا اليوم فلمن سينحاز السيد الرئيس هل إلى أهله وعشيرته من الجماعة أم للشعب المصرى، ولماذا لا ينصح الرئيس جماعته من الآن بالابتعاد عن الميادين والشوارع التى سيستخدمها المتظاهرون المعارضون لحكم الإخوان، وذلك تجنبا لما قد يحدث بين أبناء الشعب الواحد، خاصة أن هناك من يسرب من قيادات الإخوان بأن هناك أوامر من المرشد العام الدكتور محمد بديع بأن الجماعة سوف تحتفل بانتفاضة يناير فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر ومعنى ذلك أن حدوث صدام بين أعضاء الجماعة والقوى السياسية الأخرى التى ستنزل فى نفس اليوم إلى هذه الميادين والشوارع التى شهدت منذ عامين أكبر انتفاضة على الرئيس المخلوع مبارك..
البعض يرى فى دعوة المرشد للخروج للميادين التى ستتواجد فيها المعارضة، تحريضا لأعضاء الجماعة بالتصدى للأحزاب والقوى السياسية التى تختلف اختلافا جذريا مع كل القرارات الديكتاتورية للرئيس الإخوانى، وهو ما يجعلنا نخشى أن تحدث مجزرة تؤدى إلى سقوط ضحايا جدد، كما حدث أمام الاتحادية، وإذا حدث ذلك فإن الدكتور مرسى هو المسؤول عن سقوط أى نقطة دم مصرى للطرفين «إخوان أو معارضة»، لأنه ببساطة كان يستطيع وقف هذه المهزلة وذلك بمخاطبة قيادات الإخوان بضرورة وقف أساليب التحريض لأعضاء الجماعة واختيار ميادين وشوارع بعيدا عن أماكن تواجد المعارضة، وبهذا يتجنب الجميع أى صدام محتمل بين الإخوان والمعارضة فهل سيفعلها الرئيس مرسى أم أنه لا يستطيع إصدار أوامر لمرشده الجالس بقصر المقطم يخطط ويتآمر ضد شعب مصر؟