سعيد الشحات

هجرة المسيحيين

الأربعاء، 16 يناير 2013 09:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو صح ما جاء فى صحيفة الـ«تليجراف» البريطانية حول أعداد هجرة المسيحيين من مصر، لأصبحنا أمام كارثة حقيقية وفاجعة وطنية.

قالت الصحيفة قبل أيام فى تقرير لها عن وضع المسيحيين فى مصر، إن عدد الأقباط المهاجرين فى 2011 بلغ 100 ألف، ذهب منهم 40 ألفا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذهب الباقى إلى دول أخرى فى مقدمتها كندا وأستراليا، ونقلت الصحيفة عن الأب «مينا عاد» من كنيسة القديسين بالإسكندرية، قوله: «معظم شعبنا خائف.. الراحلون عن البلد باتجاه أمريكا وكندا وأستراليا ليسوا بالعدد القليل، عشرات الأسر من هذه الكنيسة وحدها تحاول القيام بذلك».

شخصياً.. هناك صديق مسيحى فاجأنى وأنا أهنئه بأعياد الميلاد، بأنه يدرس جيداً قرار الهجرة لأسرته، قالها بأسى وأخذ يعدد أسباب قراره، ويحيلها جميعاً إلى المستقبل الذى لم يعد مطمئنا له ولأطفاله، بالرغم من أنه كان متفائلاً بهذا المستقبل بعد ثورة 25 يناير، وكان واحدا من المشاركين فى الطوفان البشرى بميدان التحرير حتى لحظة تنحى مبارك فى 11 فبراير عام 2011.

فى أسباب الهجرة هناك مشتركات بين المسلمين والمسيحيين، منها الحالة الاقتصادية الخانقة، وعدم الاطمئنان لأفق سياسى واضح المعالم، وانسداد شرايين المستقبل أمام الشباب الذين يتخرجون فى الجامعة ولا يجدون غير الرصيف، لكنّ هناك أسبابا خاصة بالمسيحيين تتعلق بعدم الأمان فى ظل مناخ نرى فيه صنفا من الشيوخ يحرم تهنئة المسلم لهم بأعيادهم، ونرى تجاذبات أخرى من «شيوخ» تستدعى فتاوى للفتنة، مما يؤدى إلى شعور المسيحيين بأنهم فى وطن طارد لهم، ولا يعيشون فيه على أساس المواطنة التى لا تفرق بين المسلمين والمسيحيين فى الحقوق والواجبات.

القضية تحتاج إلى بيان واضح من الجهات المعنية، خاصة وزارة الخارجية، لتحديد ما إذا كان العدد الذى أوردته «تليجراف» صحيحاً أما لا، والسعداء بذلك تحت مزاعم دينية بـ«تنظيف مصر من الأقباط»، عليهم أن يعرفوا أن هذا البلد ليس ملكهم وحدهم، وأن أى نظام حكم يفشل فى الحفاظ على الوحدة الوطنية هو حكم فاشل بامتياز، لأنه يعطى مبررات قوية للتدخل الخارجى.

قبل أيام فاجأنا الدكتور عصام العريان بحديثه عن هجرة اليهود المصريين، ودعوته إلى عودتهم والحصول على التعويضات، فهل سنرى مستقبلاً مثل تلك الدعوة، ولكن للمسيحيين؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة