عادل السنهورى

غلطة انتخاب مرسى

الخميس، 17 يناير 2013 09:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داخل محطة سكة حديد مصر الرئيسية بالقاهرة مساء الثلاثاء الماضى احتشد المئات من الشباب الغاضب والحزين على استمرار نزيف دم المصريين من الفقراء والمعدمين على قضبان السكك الحديدية بعد مأساة قطار البدرشين التى راح ضحيتها 18 مجندا من جنود الأمن المركزى «الغلابة» من أبناء الصعيد المنسى والمنكوب بالكوارث دائما. ردد الشباب الهتافات الغاضبة ضد الرئيس وضد حكومة قنديل وضد جماعة الإخوان والمرشد، واتهموا الدكتور مرسى بالفشل فى إدارة أمور البلاد وانشغاله عن هموم المصريين والحفاظ على أرواحهم بمحاولات تمكين جماعة الإخوان من السيطرة على جميع هيئات الدولة، تزايدت حالة الغضب بين الشباب مع انضمام أعداد أخرى لهم من المسافرين الذين تعاطف عدد كبير منهم مع ثورة الشباب ضد الإهمال والتسيب الذى يزهق يوميا أرواح العشرات من المصريين وتحديدا من المنتمين إلى الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة.

غضب الشباب دفعهم إلى التحرك إلى القضبان لمنع حركة القطارات المتجهة من القاهرة إلى باقى مدن الوجه البحرى، وتعطلت الحركة حتى وقت متأخر من الليل، وسط حيرة الركاب ما بين الغضب من سلوك الشباب فى التعبير عن احتجاجاهم وغضبهم من حادثة البدرشين وبين التعاطف معهم وتأييدهم. بالنسبة لى ساقتنى الظروف أن أكون شاهدا على الواقعة فقد كنت أحد الركاب الذين قرروا السفر فى تلك الليلة من محطة مصر، وهو ما لم يحدث بالطبع.

الوضع تطور داخل المحطة الأنيقة التى أنفقت عليها وزارة النقل ملايين الجنيهات لتزيينها، الركاب نسوا -مثلى- مسألة السفر، وانقسموا إلى فريقين ودخلا فى نقاش حاد حول فشل الرئيس وجماعته وتدهور أحوال البلد كاد فى بعض الأحيان أن يتطور إلى اشتباك بالأيدى بين الغاضبين من الرئيس مرسى وجماعته وبعض المنتمين للإخوان داخل المحطة، المدهش أن النقاش شهد حالة توبة جماعية واعتذار جماعى من عدد كبير من الركاب لانتخابهم مرسى رئيسا للجمهورية، وصاحت إحدى السيدات فى المسافرين «الإخوان»: «البلد عاوزة دكر وأنتم فشلة»، وتجاوب معها آخرون: «إحنا آسفين اللى انتخبناه لكن لسة فيها برضه.. هيبة الدولة ضاعت والحكومة عاجزة وفاشلة وقنديل ما بيعرفش والبلد باظت»، آخر التعليقات الساخرة على المشهد من راكب ستينى تبدو عليه ملامح الموظف القديم قال «مش ها اسافر بس ها أروح بكرة مستشفى المعادى أعتذر لمبارك وأبوس رجليه يرجع تانى.. نار مبارك ولا جنة الإخوان!».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة