لو لم يكن حادثا قطارى البدرشين وأسيوط كافيين لاستقالة الرئيس محمد مرسى، فعليه أن يقرأ نص كلمة المستشار ماهر البحيرى رئيس المحكمة الدستورية العليا أمس الأول- أثناء نظر قضيتى حل الشورى والتأسيسية، حتى يتأكد أن استقالته واجبة النفاذ لأنه تفوق على المخلوع مبارك فى إهانة أعز وأغلى محكمة فى مصر وهى «المحكمة الدستورية العليا» كلمة المستشار البحيرى لو قرأها مرسى جيدا لما فكر فى الاستمرار مادام فشل فى حماية الحصن الحصين للقضاء المصرى والمؤسسة التى شيعت جنازتها بعد أن أهينت على يد مليشيات الإخوان وأبو إسماعيل ومجموعة من السوقة والدهماء حيث حاصروا مبنى المحكمة لعدة أسابيع دون أن يتحرك الرئيس لحمايتها.
يقول المستشار البحيرى فى كلمته «لا يتصور أحد، وليس فى مقدورنا أن نفعل، وأن ينسحب من الذاكرة هذا المشهد البائس ثمرة تلك الأيام المشؤومة بغير أن تشيعه المحكمة الدستورية بكلمة تليق بحجم بؤسه وتعاسته».
وإننا عازمون بما أودعنا الله من قدرات البشر، وأبقى لهذا الصرح من كيان، على المضّى فى الوفاء بأمانة الرسالة التى حملَناها، احتراما للدستور والقانون، ورعاية لمصلحة الوطن، وحماية لحقوق هذا الشعب العظيم وحرياته وقبل هذا كله ابتغاء مرضاة الله، وقناعة ضمائرنا.
والمحكمة تؤكد كما أكدت من قبل أنها لا ولن تخضع لأى ضغوط من أية جهة كانت ولا تقضى تحت تأثير الرأى العام أيا كان اتجاهه، ولا تقضى إلا بما يمليه عليه ضميرها وفق نصوص القانون والدستور، وستظل المحكمة دائماً حارساً للشرعية الدستورية وحامية للحقوق والحريات.
تعمدت أن أنشر الكلمة كاملة لعل الدكتور مرسى يقرأها ليعلم حجم الجريمة التى ارتكبها هو وجماعته وأنصاره فى حق المحكمة الدستوريه العليا وفى حق الوطن الذى أصبح سلعة رخيصة يتاجر بها تجار الدين من الإخوان والسلفيين.
أعتقد أن مرسى لن يشعر بتأنيب الضمير تجاه حصار «الدستورية» فهو لم يتحرك بعد قتل المصريين فى أسيوط والبدرشين، ومن يهين القضاء سهل عليه الإهمال فى قتل البشر، لأنه لن يجد من يحاكمه أو يحاسبه حتى ولو وضعنا جميعا فى صندوق دفن الموتى لأننا لا نستطيع خلعه لأنه كما يزعم قيادات الإخوان رئيس منتخب، وهى الحجة الفاشلة للإخوان وكأنهم يعاقبون الشعب على اختياره لمرسى بالقتل وإهانة القضاء «اللهم احفظ مصر من شرور من يحكموننا، اللهم أمين».